قال ابن طولون – وهو يعدد الخصائص -: ورؤيته ﷺ للباري تعالى مرتين (3).
وهذه مسألة كثر الاختلاف فيها.
قال ابن حجر رحمه الله:
“وقد اختلف السلف في رؤية النبي ﷺ ربه:
فذهبت عائشة وابن مسعود إلى إنكارها.
واختلف عن أبي ذر.
وذهب جماعة إلى إثباتها. وحكى عبدالرزاق عن معمر عن الحسن: أنه حلف أن محمداً ﷺ رأى ربه.
______________________
3. مرشد المحتار ص 387.
وأخرج ابن خزيمة عن عروة بن الزبير إثباتها، وكان يشتد عليه إذا ذكر إنكار عائشة.
وبه قال سائر أصحاب ابن عباس.
ثم اختلف هؤلاء: هل رآه بعينه أو بقلبه” (1).
وهكذا نجد الاختلاف شديداً، وكل يدلي برأيه، ومن العلماء، من حاول الجمع بين القولين، ولكنه لم يفلح في ذلك.
ولهذا: رجع القرطبي في “المفهم” قول الوقف في هذه المسألة، وعزاه لجماعة من المحققين، وقواه بأنه ليس في الباب دليل قاطع، وغاية ما استدل به للطائفتين ظواهر متعارضة قابلة للتأويل.
قال: وليست المسألة من العمليات فيكتفي فيها بالأدلة الظنية، وإنما هي من المعتقدات، فلا يكتفي فيها إلا بالدليل القطعي” (2).
ويغلب على الظن أن قول القرطبي هو الصواب في هذه المسألة.
وإذا كانت هذه المسألة على هذا النحو من اختلاف الآراء فيها، فكيف تكون من مسائل الخصائص التي تحتاج إلى دليل قطعي.
إنه من الخطأ إدخال هذه المسألة وما شابهها في هذا الموضوع.
______________________
1. فتح الباري 8/ 608.
2. فتح الباري 8/ 608.