قالوا: ومن خصائصه: أنه ﷺ يرى في الظلمة كما يرى في النهار في الضوء (1).
واستدلوا:
بحديث عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله ﷺ يرى في الظلماء، كما يرى في الضوء. رواه البيهقي.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان رسول الله ﷺ يرى بالليل في الظلمة كما يرى في النهار في الضوء (2).
أما حديث عائشة رضي الله عنها فقد قال عنه ابن الجوزي في العلل: هذا حديث لا يصح (3).
وقال الألباني: موضوع (4).
وأما قول ابن عباس رضي الله عنهما، فقد قال الزرقاني شارح المواهب: قال السهيلي ليس بقوي، وضعفه ابن دحية (5).
أقول: وهذه الأقوال الواهية لا تصلح دليلاً لهذه الخصوصية، التي لو كانت لتواتر بها النقل عن الصحابة الذين سافروا مع الرسول ﷺ في جهاده وحجه وعمرته، وكانوا معه في ليله ونهاره. فكيف يغيب هذا الأمر عنهم، علماً بأنه أمر ملفت للنظر، أي لو وجد لكان محلاً للتحدث به.
______________________
1. المواهب اللدنية 2/ 226، والشفا 1/ 93، واللفظ المكرم 2/ 236.
2. المواهب اللدنية 2/ 226.
3. العلل المتناهية 1/ 174 برقم (266).
4. سلسلة الأحاديث الضعيفة برقم (341).
5. حاشية المواهب 2/ 226.