قالوا: ومن خصائص تكريمهﷺ: أن آدم عليه السلام استشفع به، واستدلوا على ذلك بما أخرجه الحاكم في المستدرك عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال:
“لما اقترف آدم الخطيئة قال: يا رب أسألك بحق محمد لما غفرت لي. قال: وكيف عرفت محمداً؟ قال: لأنك لما خلقتني بيدك ونفخت في من روحك، رفعت رأسي فرأيت: على قوائم العرش مكتوباً: لا إله إلا الله محمد رسول الله، فعلمت أنك لم تضف إلى اسمك إلا أحب الخلق إليك. قال: صدقت يا آدم، ولولا محمد ما خلقتك (2).
______________________
2.المواهب اللدنية 1/ 82، والحديث في المستدرك (2/ 615).
وهذا الحديث الذي هو الدليل في هذه القضية ليس بصحيح.
فقد قال ابن تيمية: “قلت: ورواية الحاكم لهذا الحديث مما أنكر عليه” وقال أيضاً: “وأما تصحيح الحاكم لمثل هذا المثل هذا الحديث وأمثاله، فهذا مما أنكره عليه أئمة العلم بالحديث وقالوا: إن الحاكم يصحح أحاديث وهي موضوعة مكذوبة عند أهل المعرفة بالحديث” (1).
وقال في سلسلة الأحاديث الضعيفة: موضوع.. وبعد كلام مطول قال: وجملة القول: إن الحديث لا أصل له عنه صلى الله عليه وسلم، فلا جرم أن حكم عليه بالبطلان الحافظان الجليلان: الذهبي والعسقلاني (2).
______________________
1. فتاوى ابن تيمية 1/ 254 – 255.
2. سلسلة الأحاديث الضعيفة برقم (25).