من أعظم الأدلة على صدق النبي ﷺ كونه أمياً لا يقرأ ولا يكتب طيلة حياته وإلى وفاته، كما شهد بذلك التاريخ والمخالف والموافق، وكما قال سبحانه وتعالى:
{وَمَا كُنتَ تَتْلُوا مِن قَبْلِهِۦ مِن كِتَٰبٍۢ وَلَا تَخُطُّهُۥ بِيَمِينِكَ ۖ إِذًا لَّٱرْتَابَ ٱلْمُبْطِلُونَ}
[العنكبوت: 48]
وقال تعالى:
{ٱلَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ٱلرَّسُولَ ٱلنَّبِىَّ ٱلْأُمِّىَّ}
[الأعراف: 157].
وقد رد هذا الأمر على كثير من الشبه التي تثار، فهو ليس بكاتب محترف ولا قارئ أنهم فكيف أتى بهذا العلم إلا أن يكون وحياً من السماء.
لم يقرأ كتاباً ولم يدرس علماً ومع هذا خرج علماء وأئمة وعلم العالم أجمع.
كيف لرجل أمي يأتي بهذا الكم الهائل من المعلومات ولا تجد بينها تناقضاً ولا تعارضاً وتياينا ولا أدنى اختلاف بل كلها تتناسب في سياق واحد وتجري في فلك، وهذا لا يكون من بشر متعلم فكيف يكون من أمي؟!
{وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ ٱللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ ٱخْتِلَٰفًا كَثِيرًا}
[النساء: 82].
كيف لرجل أمي يسأل في أي مسألة فيجيب، ويناظر فيغلب ويجادل فيحج ولا يحفظ عنه قول تراجع عنه أو مسألة أخطأ فيها.
أثبت هذا الأمر أنه نبي صادق حيث أخبر عن أخبار المرسلين وقصص الأولين وهو أمي لا يقرأ ولا يكتب.
ورد هذا الأمر أيضاً على أكذوبة:
{وَقَالُوٓا أَسَٰطِيرُ ٱلْأَوَّلِينَ ٱكْتَتَبَهَا فَهِىَ تُمْلَىٰ عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا}
[الفرقان: 5].
ورد أيضاً على دعوى (نقله من التوراة والإنجيل).
وغير ذلك من الشبه التي تكفل هذا الدليل بنفسها.