زينب بنت خزيمة بن الحارث الهلالية. وكانت تدعى في الجاهلية “أم المساكين” وذلك لكثرة عطفها عليهم.
ومن المعلوم أن لقباً من هذا النوع لا يكتسبه الإنسان، بفعل واحد أو اثنين، وإنما يشتهر بالأمر إذا أصبح سجية له وخلقاً، وأن يكون اكتساب هذه الشهرة في الجاهلية قبل الإسلام، لهو الدليل على كرم نفسها وطيب عنصرها.
ولما جاء الإسلام كانت الدواعي كثيرة لاستمرارها على هذا المنهج الخير الذي يؤكده الإسلام ويدعوا إليه.. وظلت بعد إسلامها تدعى “أم المساكين”.
كانت زوجة لعبدالله بن جحش الذي استشهد يوم أحد، ودفن هو وحمزة رضي الله عنهما في قبر واحد.
وكانت عادة الصحابة رضي الله عنهم، أن من استشهد منهم، لا تترك زوجته بعد انقضاء عدتها وحيدة. . بل يتزوجها أحد الصحابة رعاية لها ولأولادها إن كان لها أولاد.
وكان للنبي ﷺ مساهمته في هذا الميدان.
فلما انقضت عدة زينب يقدم إليها رسول الله ﷺ خاطباً. . وتم الزواج وانتقلت إلى حجرة بنيت لها بجانب حجرة عائشة وسودة. .
والذي يبدو – والله أعلم – أن زواجه ﷺ منها لم يثر غيرة عائشة وحفصة رضي الله عنها، لعلمهما بدوافع الشفقة والرحمة التي كانت منه ﷺ وراء هذا الزواج. . أو أن مدة حياة زينب كانت قصيرة عنده ﷺ. . فلم يذكر أي حادث من حوادث الغيرة بينها وبين نسائه السابقات.
ولم تلبث زينب في بيت النبوة إلا شهرين أو ثلاثة، حيث توفاها الله تعالى.
رحم الله أم المؤمنين زينب أم المساكين، ورضي عنها.