ولد إبراهيم في ذي الحجة سنة ثمان من الهجرة، وأمه مارية القبطية.
أخرج مسلم أَنَسٌ قَالَ:
قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (وُلِدَ لِي اللَّيْلَةَ غُلَامٌ فَسَمَّيْتُهُ بِاسْمِ أَبِي إِبْرَاهِيمَ) قَالَ ثُمَّ دَفَعَهُ إِلَى أُمِّ سَيْفٍ امْرَأَةِ قَيْنٍ يُقَالُ لَهُ: أَبُو سَيْفٍ (4).
______________________
4. أخرجه مسلم (2315). والقين: الحداد.
وقد كان ﷺ ينطلق إلى عوالي المدينة حيث كان بيت ظئر إبراهيم فيزوره ويقبله ثم يرجع.
أخرج مسلم عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ مَا رَأَيْتُ أَحَدًا كَانَ أَرْحَمَ بِالْعِيَالِ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ قَالَ كَانَ إِبْرَاهِيمُ مُسْتَرْضِعًا لَهُ فِي عَوَالِي الْمَدِينَةِ فَكَانَ يَنْطَلِقُ وَنَحْنُ مَعَهُ فَيَدْخُلُ الْبَيْتَ وَإِنَّهُ لَيُدَّخَنُ وَكَانَ ظِئْرُهُ قَيْنًا فَيَأْخُذُهُ فَيُقَبِّلُهُ ثُمَّ يَرْجِعُ (1).
وفي رواية البخاري: فَقَبَّلَهُ وَشَمَّهُ (2).
ولم تطل حياة إبراهيم، فَقَدْ تُوُفِّيَ إِبْرَاهِيمُ وَهُوَ رَضِيع فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:
(إِنَّ إِبْرَاهِيمَ ابْنِي وَإِنَّهُ مَاتَ فِي الثَّدْيِ وَإِنَّ لَهُ لَظِئْرَيْنِ تُكَمِّلَانِ رَضَاعَهُ فِي الْجَنَّةِ) (3).
وتصور لنا رواية البخاري اللحظات الأخيرة من حياة إبراهيم، حيث قال أنس:
ثُمَّ دَخَلْنَا عَلَيْهِ – أي إبراهيم – بَعْدَ ذَلِكَ وَإِبْرَاهِيمُ يَجُودُ بِنَفْسِهِ فَجَعَلَتْ عَيْنَا رَسُولِ اللَّهِ ﷺ تَذْرِفَانِ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَأَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ فَقَالَ: (يَا ابْنَ عَوْفٍ إِنَّهَا رَحْمَةٌ) ثُمَّ أَتْبَعَهَا بِأُخْرَى فَقَالَ ﷺ: (إِنَّ الْعَيْنَ تَدْمَعُ وَالْقَلْبَ يَحْزَنُ وَلَا نَقُولُ إِلَّا مَا يَرْضَى رَبُّنَا وَإِنَّا بِفِرَاقِكَ يَا إِبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ) (4).
وقد كَسَفَتْ الشَّمْسُ يَوْمَ مَاتَ إِبْرَاهِيمُ فَقَالَ النَّاسُ كَسَفَتْ الشَّمْسُ لِمَوْتِ إِبْرَاهِيمَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: (إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ فَإِذَا رَأَيْتُمْ فَصَلُّوا وَادْعُوا اللَّهَ) (5).
______________________
1. أخرجه مسلم (2316).
2. أخرجه البخاري (1303).
3. أخرجه مسلم (2316).
4. أخرجه البخاري (1303).
5. متفق عليه (خ 1043، م 915).