ومما اختص به ﷺ أن جعلت له الأرض مسجداً وطهوراً، كما ورد ذلك في حديث أبي هريرة عند مسلم، وحديث جابر عند الشيخين، وقد تقدما قريباً (2).
ومعنى
(وَجُعِلَتْ لِي الْأَرْضُ مَسْجِدًا)
أي موضع سجود، ولا يختص السجود بموضع دون غيره، والمعنى: جعلت مكاناً للصلاة، وقد أوضح الحديث هذا المعنى بقوله:
(فَأَيُّمَا رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي أَدْرَكَتْهُ الصَّلَاةُ فَلْيُصَلِّ)
فكل مكان أدركت المسلم الصلاة فيه فإنه يستطيع أن يصلي فيه.
قال الخطابي: “إن من قبله – من الأمم – إنما أبيحت لهم الصلوات في أماكن مخصوصة كالبيع والصوامع” (3).
ومعنى (وطهوراً): أي إذا كان مع المسلم الماء الذي يتطهر به فذاك، وإلا فإنه يستطيع أن يتيمم، والتيمم يكون على الأرض. وهكذا أضحت الأرض وسيلة للطهارة.
______________________
2. انظر الحاشية السابقة.
3. فتح الباري 1/ 437.