ذهبت بعض كتب الخصائص والسيرة ودلائل النبوة إلى المقارنة بين الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وبين نبينا صلى الله عليه وسلم.
وتارة تكون هذه المقارنة والموازنة بين الفضائل، وتارة تكون بين المعجزات.
وإذا علمنا أن كل نبي كان في عصره وفي قومه تبين لنا اختلاف الأرضية التي تقوم عليها الموازنة.
ثم إذا علمنا أن المعجزات ليست من عمل الأنبياء أصلاً، وإنما هي أمور يجريها الله تعالى على أيديهم، فماذا تعني هذه المقارنة؟! وماذا يترتب عليها إذا كان الفاعل هو الله سبحانه وتعالى.
ومن المؤسف أنه كثيراً ما يستشهد بالنصوص الموضوعة في مقابلة الصحيح في هذا الميدان، حتى يضيع القارئ وتشتبه عليه الأمور.
ويزيد الطين بلة: أن الكثير من المؤلفين في هذا المجال يخفون الحقيقة على القارئ ولا يبينون درجة صحة ما يكتبون. ولو ذهبت أسوق الأمثلة على ذلك، لطال البحث، ولخرجنا عن الموضوع الذي نحن بصدده.
ولقد كان هؤلاء المؤلفون حريصين على استكمال هذا الموضوع بأفراده فلم يكتفوا بالأمثلة بل كان همهم الاستيعاب.
الاستيعاب فيما لكل من الفضائل والمعجزات.
وهذا ما كلفهم اللجوء إلى الضعيف والموضوع لاستكمال هيكل البحث الذي فرضوه على أنفسهم.
وقد وضعوا القاعدة الآتية – والتي لا يعلم قائلها، كما لا يعلم مستندها – وحاموا حولها. قالوا:
قال العلماء: ما أوتي نبي معجزة ولا فضيلة إلا ولنبينا صلى الله عليه وسلم نظيرها أو أعظم منها (1).
ثم ذهبوا يعقدون المقارنة مع الأنبياء عليهم السلام ابتداء من آدم وانتهاء بعيسى.
ولنذكر أمثلة على ذلك:
______________________
1. الخصائص الكبرى 2/ 304.
1- قالوا: “فآدم عليه الصلاة والسلام: أعطي أن الله تعالى خلقه بيده، فأعطي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم شرح صدره، وتولى الله تعالى شرح صدره بنفسه، وخلق فيه الإيمان والحكمة” (1).
أقول: مع وجود الفارق بين الأمرين، فإن المؤلف تجاوز الحقيقة في كلامه عندما قال: “وتولى الله تعالى شرح صدره بنفسه” ولم يأت بدليل على هذا.
وقد حدث شرح الصدر مرتين:
الأولى – وهو صغير – كما في صحيح مسلم -:
(أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ أَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَام وَهُوَ يَلْعَبُ مَعَ الْغِلْمَانِ فَأَخَذَهُ فَصَرَعَهُ فَشَقَّ عَنْ قَلْبِهِ فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ عَلَقَةً فَقَالَ هَذَا حَظُّ الشَّيْطَانِ مِنْكَ ثُمَّ غَسَلَهُ فِي طَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ بِمَاءِ زَمْزَمَ ثُمَّ لَأَمَهُ وَأَعَادَهُ فِي مَكَانِهِ. .)
(2).
والحديث صريح في أن الفاعل هو جبريل عليه السلام.
والثانية – كانت في حادثة الإسراء والمعارج. وجاءت حادثة شق الصدر فيها تارى بصيغة المبني للمعلوم، والفاعل جبريل، وتارة بصيغة المبني للمجهول.
وفي مثل هذه الحالة تكون صيغة المبني للمعلوم مفسرة وموضحة لصيغة المبني للمجهول.
فقد أخرج الشيخان من حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أَبي ذَرٍّ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ:
(فُرِجَ عَنْ سَقْفِ بَيْتِي وَأَنَا بِمَكَّةَ فَنَزَلَ جِبْرِيلُ ﷺ فَفَرَجَ صَدْرِي ثُمَّ غَسَلَهُ بِمَاءِ زَمْزَمَ ثُمَّ جَاءَ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ مُمْتَلِئٍ حِكْمَةً وَإِيمَانًا فَأَفْرَغَهُ فِي صَدْرِي ثُمَّ أَطْبَقَهُ ثُمَّ أَخَذَ بِيَدِي فَعَرَجَ بِي..)
(3).
______________________
1. المواهب اللدنية 2/ 584.
2. أخرجه مسلم برقم (162).
3. متفق عليه (خ 349، م 163).
وفي رواية أخرى أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
(. . .فَأُتِيتُ بِطَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ مُلِئَ حِكْمَةً وَإِيمَانًا فَشُقَّ مِنْ النَّحْرِ إِلَى مَرَاقِّ الْبَطْنِ ثُمَّ غُسِلَ الْبَطْنُ بِمَاءِ زَمْزَمَ)
(1).
وفي حديث شريك: أنه جاءه ثلاثة نفر، وفيها: (فتولاه جبريل منهم، فشق جبريل ما بين نحره إلى لبته. .) (2).
هذه هي الروايات الواردة في الصحيحين، فأين فيها تولي الله سبحانه وتعالى بنفسه شرح الصدر؟!.
إن المؤلف – رحمه الله – اضطر أن يذكر ذلك لتكون القصة مواريه لما جاء في القرآن الكريم، من خلق الله تعالى لآدم بيده.
وفي هذا ما فيه من تغيير الحقائق.
2- وفي شأن نوح: نقل صاحب الواهب قول الفخر الرازي في تفسيره: “أكرم الله نوحاً بأن أمسك سفينته على الماء، وفعل بمحمد صلى الله عليه وسلم أعظم منه، روي أنه صلى الله عليه وسلم كان على شط ماء، وقعد عكرمة بن أبي جهل، فقال: إن كنت صادقاً فادع ذلك الحجر، الذي في الجانب الآخر، فليسبح ولا يغرق، فأشار إليه صلى الله عليه وسلم، فانقلع الحجر من مكانه وسبح حتى صار بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وشهد له بالرسالة، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: يكفيك هذا؟ فقال: حتى يرجع إلى مكانه”.
قال صاحب المواهب: فلم أره لغيره والله أعلم بحاله (3)؟!
أقول: ولا حاجة للتعليق. إذ أضحى المقارنون يكتفون من سند الحديث بقولهم: روي.
______________________
1. متفق عليه (خ 3207، م 164).
2. متفق عليه (خ 7517، م 162).
3. المواهب اللدنية 2/ 585 – 586.
3- وفي شأن إسماعيل، قال السيوطي: أخرج الحاكم عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألهم إسماعيل هذا اللسان العربي إلهاماً).
وأخرج أبو نعيم وغيره عن عمر أنه قال: يا رسول الله، ما لك أفصحنا، ولم تخرج من بين أظهرنا؟ قال: (كانت لغة إسماعيل درست فجاء بها جبريل فحفظنيها) (1).
ويقف المسلم مشدوها أمام هذا الذي ينقله السيوطي عن أبي نعيم.
ولنا أن نسأل بأي لغة كانت قريش والعرب من حولها يتكلمون؟ وإذا كانت لغة إسماعيل درست فهل يكفي أن يتعلمها الرسول صلى الله عليه وسلم دون قومه؟ وما فائدة لغة يعرفها إنسان من الناس، ولا يعرفها أحد غيره؟!.
عجيب أمر أبي نعيم، وعجيب أمر السيوطي، وعجيب أمر كل أولئك الذين يتركون عقولهم جانباً وهم ينقلون ما ينقلون!!.
4- وفي أمر الموازنة مع يعقوب عليه السلام ذكروا حديثاً فيه عتاب من يعقوب للذئب، ودفاع من الذئب عن نفسه.. وهو من الأساطير المكذوبة.
ثم قالوا: وقد أوتي نبينا صلى الله عليه وسلم كلام الذئب وقد تقدم (2).
وكلام الذئب للنبي صلى الله عليه وسلم حديث موضوع.
وهكذا اخترعت معجزة ليعقوب، ورد عليها في مقابلها بمعجزة تساويها حتى لا يخلو يعقوب عليه السلام من المقارنة مع النبي صلى الله عليه وسلم.
______________________
1. الخصائص الكبرى 2/ 308.
2. الخصائص الكبرى 2/ 308.
5- وقالوا في صدد الموازنة مع موسى عليه السلام:
“ومما أعطيه موسى عليه السلام: انفلاق البحر له، وأعطي نبينا محمد ﷺ انشقاق القمر. فموسى تصرف في عالم الأرض، وسيدنا محمد ﷺ تصرف في عالم السماء والفرق بينهما واضح!! قاله ابن المنير” (1).
أقول: انظر إلى قوله: “تصرف في عالم الأرض” و “تصرف في عالم السماء”.
إنه قول ليس فيه من الأدب مع الله شيء، فلا موسى صلى الله عليه وسلم تصرف في عالم الأرض ولا محمد ﷺ تصرف في عالم السماء. وإنما المتصرف هو الله سبحانه وتعالى.
والفارق بين الأمرين كبير، فانشقاق البحر كان – بحكمة الله تعالى – لنجاة موسى وقومه ولغرق فرعون وجنوده، وأما انشقاق القمر فكان لبيان قدرة الله تعالى وعظمته.
6- وفي المقارنة مع يوشع بن نون عليه السلام.
قال السيوطي” أوتي يوشع عليه السلام حبس الشمس حين قاتل الجبارين وقد حبست لنبينا كما تقدم في الإسراء، وأعجب من ذلك رد الشمس حين فات عصر علي رضي الله عنه (2).
أقول: حديث رد الشمس أو حبسها على يوشع أخرجه الشيخان جون ذكر يوشع وإنما الذي جاء في الحديث:
(غَزَا نَبِيٌّ مِنْ الْأَنْبِيَاءِ. . فَقَالَ لِلشَّمْسِ إِنَّكِ مَأْمُورَةٌ وَأَنَا مَأْمُورٌ اللَّهُمَّ احْبِسْهَا عَلَيْنَا فَحُبِسَتْ حَتَّى فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ)
(3).
______________________
1. المواهب اللدنية 2/ 589 – 590.
2. الخصائص الكبرى 2/ 310.
3. متفق عليه (خ 3124، م 1747).
وأما حديث حبس الشمس في قصة الإسراء، فهو مما ذكره القاضي عياض عن ابن إسحاق: أنه لما أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم وأخبر قومه بالرفقة والعلامة التي في الغير، قالوا: متى تجيء؟ قال: يوم الأربعاء فلما كان ذلك اليوم أشرفت قريش ينتظرون، وقد ولى النهار، ولم تجيء، فدعا رسول الله ﷺ فزيد له في النهار ساعة وحبست عليه الشمس.
قال: وهذا يعارضه قوله في الحديث – الذي أخرجه أحمد برجال الصحيح -: لم تحبس الشمس على أحد إلا ليوشع بن نون، يعني حين قاتل الجبارين.
قال الحافظ ابن كثير: فيه أن هذه كان من خصائص يوشع (1).
وأما حديث حبسها من أجل علي رضي الله عنه:
فهو ما أورده صاحب كشف الخفا بقوله: وقال القاري في الموضوعات: وأما ما أخرجه الدولابي عن الحسين بن علي رضي الله عنهما أنه قال: كان رأس النبي صلى الله عليه وسلم في حجر علي رضي الله عنه وهو يوحى إليه، فلما سُري عنه قال: يا علي صليت العصر؟ قال: لا، قال: اللهم إنك تعلم أنه كان في حاجتك وحاجة رسولك، فرد عليه الشمس فردها عليه، فصلى وغابت الشمس.
قال صاحب كشف الخفا: فقد قال العلماء: إنه حديث موضوع ولم ترد الشمس لأحد، وإنما حبست ليوشع بن نون (2).
وقال ابن الجوزي في الموضوعات: إنه موضوع بلا شك، وفي سنده أحمد بن داود، وهو متروك الحديث كذاب، كما قال الدارقطني، وقال ابن حبان: كان يضع الحديث.
وقد أفرد ابن تيمية تصنيفاً في الرد على الروافض، ذكر فيه الحديث بطرقه ورجاله وأنه موضوع.
______________________
1. المواهب اللدنية 2/ 530.
2. كشف الخفا 2/ 563.
وقال الإمام أحمد: لا أصل له (1).
وهكذا احتاج السيوطي في هذه الموازنة إلى الاستعانة بالموضوعات وما نظن أن كانت تغيب عنه حالها.
7- وفي صدد المقارنة مع سليمان عليه السلام، الذي دعا الله عز وجل أن يهبه ملكاً لا ينبغي لأحد من بعده، نجد عجباً (2).
إنها مقارنات جلها تعتمد على أحاديث موضوعة أو ضعيفة شديدة الضعف. وكأنهم نسوا أن سليمان عليه السلام كان نبياً ملكاً، وأن رسول الله ﷺ احتار أن يكون عبداً رسولاً.
فَعن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: جَلَسَ جِبْرِيلُ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ فَنَظَرَ إِلَى السَّمَاءِ فَإِذَا مَلَكٌ يَنْزِلُ فَقَالَ جِبْرِيلُ إِنَّ هَذَا الْمَلَكَ مَا نَزَلَ مُنْذُ يَوْمِ خُلِقَ قَبْلَ السَّاعَةِ فَلَمَّا نَزَلَ قَالَ يَا مُحَمَّدُ أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ رَبُّكَ قَالَ أَفَمَلِكًا نَبِيًّا يَجْعَلُكَ أَوْ عَبْدًا رَسُولًا قَالَ جِبْرِيلُ تَوَاضَعْ لِرَبِّكَ يَا مُحَمَّدُ قَالَ بَلْ عَبْدًا رَسُولًا)
(3).
وعن عائشة: رضي الله عنها قالت: قال رسول الله ﷺ: (يا عائشة لو شئت لسارت معي جبال الذهب، جاءني ملك إن حجزته لتساوي الكعبة. فقال: إن ربك يقرأ عليك السلام، ويقول لك: إن شئت نبياً عبداً، وإن شئت نبياً ملكاً. قال: فنظرت إلى جبريل، قال: فأشار إلي أن ضع نفسك. قال: فقلت: نبياً عبداً).
قال: فكان رسول الله ﷺ بعد ذلك لا يأكل متكئاً، يقول: (آكل كما يأكل العبد، وأجلس كما يجلس العبد) (4).
______________________
1. المواهب اللدنية 2/ 528.
2. انظر الخصائص الكبرى 2/ 311. والمواهب اللدنية 2/ 592 – 594.
3. أخرجه في مجمع الزوائد برقم (14209) وقال الهيثمي: رواه أحمد والبزار وأبو يعلى ورجال الأولين رجال الصحيح.
4. مجمع الزوائد (14210) وقال الهيثمي: رواه أبو يعلى وإسناده حسن.
فماذا يفعلون بنقل عرش بلقيس، وبالريح غدوها شهر ورواحها شهر..؟.
بل إن رسول الله ﷺ امتنع عن إمساك الشيطان ليلعب به غلمان أهل المدينة مراعاة لدعوة سليمان عليه السلام. في أن يؤتيه ملكاً لا ينبغي لأحد من بعده. . وهم مع ذلك يتعبون أنفسهم في الموازنات التي لا طائل وراءها.
أخرج مسلم عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ
قَامَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يُصَلِّي فَسَمِعْنَاهُ يَقُولُ: (أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ) ثُمَّ قَالَ: (أَلْعَنُكَ بِلَعْنَةِ اللَّهِ) ثَلَاثًا، وَبَسَطَ يَدَهُ كَأَنَّهُ يَتَنَاوَلُ شَيْئًا فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ الصَّلَاةِ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ سَمِعْنَاكَ تَقُولُ فِي الصَّلَاةِ شَيْئًا لَمْ نَسْمَعْكَ تَقُولُهُ قَبْلَ ذَلِكَ وَرَأَيْنَاكَ بَسَطْتَ يَدَكَ قَالَ: (إِنَّ عَدُوَّ اللَّهِ إِبْلِيسَ جَاءَ بِشِهَابٍ مِنْ نَارٍ لِيَجْعَلَهُ فِي وَجْهِي فَقُلْتُ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ قُلْتُ أَلْعَنُكَ بِلَعْنَةِ اللَّهِ فَلَمْ يَسْتَأْخِرْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ أَرَدْتُ أَنْ آخُذَهُ وَاللَّهِ لَوْلَا دَعْوَةُ أَخِينَا سُلَيْمَانَ لَأَصْبَحَ مُوثَقًا بِهَا يَلْعَبُ بِهِ وِلْدَانُ أَهْلِ الْمَدِينَةِ)
(1).
أقول: كيف ساغ لهم أن يجروا تلك الموازنات بعد قراءتهم هذا الحديث وأمثاله.
8- وعيسى عليه السلام كان من جملة معجزاته إحياء الموتى بإذن الله تعالى.
ورووا في المقابل أحاديث عن النبي ﷺأنه أحيا الموتى، وهذه الأحاديث لا تصح، وفي مقدمتها حديث إحياء أبويه صلى الله عليه وسلم حتى آمنا به.
قال السهيلي عن حديث إحياء والديه صلى الله عليه وسلم: إن في إسناده مجاهيل.
______________________
1. أخرجه مسلم برقم (542).
وقال ابن كثير: إنه حديث منكر جداً، وسنده مجهول.
وقال ابن دحية: هذا الحديث موضوع، يرده القرآن والإجماع (1).
أقول: ولو ذهبنا نتتبع ما جاء في هذا الباب لطال بنا المقام، ولكان بين أيدينا مجلد كبير من هذه الموازنات.
نستطيع بعد هذه الجولة في ميادين الدخيل على المعجزات أن نتخيل كما أصاب هذا الموضوع من التضخم حتى أصبحت كتب “دلائل النبوة” ذات مجلدات كثيرة (2).
والوقوف عند الصحيح هو المسلك الصحيح الذي ينبغي لكل مسلم أن يتحراه ولا يجاوزه إلى غيره.
______________________
1. المواهب اللدنية 1/ 172.
2. نقول على سبيل المثال: قام الشيخ عبدالله التليدي بتهذيب كتاب “الخصائص الكبرى” للسيوطي، والاقتصار فيه على الصحيح والحسن فكان الباقي في حدود ربع الكتاب أو أقل من ذلك.