وهكذا يختلف وضع المسلمين بين ما كانوا عليه بمكة وبين ما هو فيه اليوم في المدينة.
كانوا قلة – في مكة – بين مظهر إسلامه، وبين مستخف به، بين قادر على الحركة التي مكنته من الهجرة، وبين سجين منعه القيد من المساهمة فيها ينتظر الفرج من الله تعالى.
أما اليوم فالإسلام في كل بيت في المدينة. حتى البيوت التي أصرت أصحابها على الشرك دخلها الإسلام. . فهناك الابن المسلم. . والبنت المسلمة. . . والزوجة المسلمة، وإن لم يكن إسلام، فحديث الإسلام هو حديث الناس في كل وقت. . . وعلى كل لسان، ويوماً بعد يوم يزداد المسلمون ويتناقص المشركون. إن كلمة الإسلام في المدينة هي العليا، ولا كلمة للشرك إلا في الخفاء وتحت جنح الظلام ووراء الأسوار عند اليهود.