×

رؤيته ﷺ من خلفه في الصلاة

ومن خصائصه صلى الله عليه وسلم أنه يرى من خلفه من المصلين في الصلاة.

أخرج الشيخان عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: 

(أَقِيمُوا الصُّفُوفَ فَإِنِّي أَرَاكُمْ خَلْفَ ظَهْرِي)

(3).

______________________


3. متفق عليه (خ 718، م 434).


وأخرج الشيخان من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: 

(هَلْ تَرَوْنَ قِبْلَتِي هَا هُنَا فَوَاللَّهِ مَا يَخْفَى عَلَيَّ خُشُوعُكُمْ وَلَا رُكُوعُكُمْ إِنِّي لَأَرَاكُمْ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِي)

(1).

 ذهب العلماء إلى حمل الأحاديث على ظاهرها.

 قال ابن حجر: والصواب المختار أنه محمول على ظاهره، وأن هذا الإبصار إدراك حقيقي خاص به صلى الله عليه وسلم انخرقت له في العادة. وعلى هذا عمل المصنف – البخاري – فأخرج هذا الحديث في علامات النبوة، وكذا نقل عن الإمام أحمد وغيره (2).

 ونحو ذلك قال الزين بن المنير: لا حاجة إلى تأويلها، لأنه في معنى تعطيل لفظ الشارع من غير ضرورة.

 وقال القرطبي: بل حملها على ظاهرها أولى، لأن فيه زيادة في كرامة النبي ﷺ (3).

 ومن المعلوم أن هذا الأمر مقيد بالصلاة كما هو واضح من نص الحديثين، ولم يرد في السنة ما يشير إلى أنه ﷺ كان كذلك خارج الصلاة. قال ابن حجر: وظاهر الحديث أن ذلك يختص بحالة الصلاة (4).

______________________


1. متفق عليه (خ 418، م 424).


2. فتح الباري 1/ 514.


3. فتح الباري 2/ 207.


4. فتح الباري 1/ 515. أقول: وما يؤكد أن ذلك في الصلاة، ما حدث في غزوة تبوك عندما ضلت ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم ببعض الطريق، فخرج أصحابه في طلبها، فقال رجل من المنافقين: أليس محمد يزعم انه نبي، ويخبركم عن خبر السماء، وهو لا يدري أين ناقته؟ فقال رسول الله ﷺ: (إن رجلاً قالك هذا محمد يخبركم أنه نبي، ويزعم أنه يخبركم بأمر السماء وهو لا يدري أين ناقته. وإني والله ما أعلم إلا ما علمني الله، وقد دلني الله عليها وهي في هذا الوادي..، (سيرة ابن هشام 2/ 523).


وهذا يدل على أن تلك القضية في الصلاة فقط، وإلا لأمكن الاستفادة من ذلك خارج الصلاة، ولم تضع الناقة.

مواضيع ذات صلة