كان ﷺ قد مضى إلى بيت أبي بكر، فخرجا من خوخة في ظهر بيته ثم اتجها إلى غار بجبل ثور فدخلاه. وطلع الصباح. . .
واتجهت قريش تبحث عن رسول الله ﷺ، قالت أسماء بنت أبي بكر: أتانا نفر من قريش – فيهم أبو جهل – فوقفوا على الباب. فخرجت إليهم فقالوا: أين أبوك يا بنت أبي بكر. قالت: قلت: لا أدري والله أين أبي. قالت: فرفع أبو جهل يده – وكان فاحشاً حبيثاً – فلطم خدي لطمة طرح منها قرطبي.
وجدت قريش في طلبها، وأخذوا معهم القافة. حتى انتهوا إلى باب الغار (1) فوقفوا عليه. فقال أبو بكر: يا رسول الله. لو أن أحدهم نظر إلى ما تحت قدميه لأبصرنا. فقال ﷺ: (مَا ظَنُّكَ بِاثْنَيْنِ اللَّهُ ثَالِثُهُمَا؟ لا تحزن إن الله معنا)
وانصرف القوم إذ لم يجدوا في الغار بغيتهم.
كان أبو بكر في هذه اللحظات الحاسمة شديد الخوف على رسول الله ﷺ وأقدام القوم تذهب وتجيء ولكنها إرادة الله وقدرته.
{إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ ٱللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِىَ ٱثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِى ٱلْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَٰحِبِهِۦ لَا تَحْزَنْ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَنَا ۖ فَأَنزَلَ ٱللَّهُ سَكِينَتَهُۥ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُۥ بِجُنُودٍۢ لَّمْ تَرَوْهَا}.