القائمة الرئيسية

كثرة زوجاته ﷺ

من لطيف الاستدلال – في هذا المقام – استدلال بعضهم لصدقه بزواجه لأكثر من تسع نسوة؛ ووجه ذلك أن الإنسان الكاذب قد يستطيع أن يتحرز من الناس في حياته الخارجية، بحيث لا يحصل للإنسان مع زوجته؛ فإن العادة جرت بسقوط الكلفة وانبساط الرجل مع أهله، وزوجته أعلم الناس بحاله، لكن لما كان احتمال أن هذه الزوجة تتواطأ مع زوجها في إخفاء كذبه؛ أذن للنبي ﷺ أن يكثر من الأزواج، فالنبي ﷺ مع كثرة أزواجه لم تنقل إحداهن عن حياته الخاصة إلا كل كمال يمكن أن يوصف به إنسان، فلو أمكن أن تتواطأ واحدة، فإنه لا يمكن أن يتواطأن كلهن على ستر كذبه – وحاشاه – وإخفاء عيبه فهذا في غاية من البعد، لا سيما أن بعضهن كصفية بنت حيي بن أخطب، التي تزوجها بعد أن حارب قومها، وقتل منهم الكثير بل قتل زوجها وأباها وعمها، ثم سباها ثم أعتقها وتزوجها، وأم حبيبة كان متزوجاً بها وهو يحارب أباها أبا سفيان، وجويرية بنت الحارث كانت من سبايا بني المصطلق، ثم أعانها على مكاتبتها وتزوجها (1)، ألم يكن لهؤلاء النسوة أكبر دافع للثأر منه، ولو بتشويه صورته بعد موته؟ بلى، ولكن كل هذا لم يحصل! فدل على صدق نبوته.

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

1. انظر في ترجمة أمهات المؤمنين: روائع البيان في تفسير آيات الأحكام من القرآن، لمحمد علي الصابوني (ص 307 – 316).

مواضيع ذات صلة