القائمة الرئيسية

مغفرة ذنوبه ﷺ

من خصائص التكريم: أن الله سبحانه غفر له ﷺ ما تقدم من ذنبه وما تأخر.

قال الله تعالى: 

{إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا لِّيَغْفِرَ لَكَ ٱللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنۢبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُۥ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَٰطًا مُّسْتَقِيمًا}

(3).

وأخرج الشيخان عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا:

أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ ﷺ كَانَ يَقُومُ مِنْ اللَّيْلِ حَتَّى تَتَفَطَّرَ قَدَمَاهُ فَقَالَتْ عَائِشَةُ لِمَ تَصْنَعُ هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ قَالَ: (أَفَلَا أُحِبُّ أَنْ أَكُونَ عَبْدًا شَكُورًا)

(4).

______________________


3. سورة الفتح، الآيتان (1-2).


4. متفق عليه (خ 4837، م 2820).


وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: 

فُضِّلْتُ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ بِسِتٍّ لم يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ كان قَبْلِي: غفر لي ما تقدم من ذنبي وما تأخر، وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد كان قبلي، وجعلت أمتي خير الأمم، وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً، وأعطيت الكوثر، ونصرت بالرعب، والذي نفسي بيده إن صاحبكم لصاحب لواء الحمد يوم القيامة، تحته آدم فمن دونه)

(1).

قال الشيخ عز الدين بن عبدالسلام: “من خصائصه ﷺ أنه أخبره الله تعالى بالمغفرة، ولم ينقل أنه أخبر أحداً من الأنبياء بمثل ذلك، ويدل له قولهم في الموقف: نفسي نفسي” (2).

 وقال ابن كثير في تفسيره عند تفسير آية الفتح:

“هذا من خصائصه ﷺ التي لا يشاركه فيها غيره، غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، وهذا فيه تشريف عظيم لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو ﷺ في جميع أموره على الطاعة والبر والاستقامة، التي لم ينلها بشر سواه، لا من الأولين ولا من الآخرين، وهو ﷺ أكمل البشر على الإطلاق وسيدهم في الدنيا والآخرة”.

______________________


1. مجمع الزوائد برقم (14005) وقال الهيثمي: رواه البزار وإسناده حسن.


2. المواهب اللدنية للقسطلاني 2/ 655.

مواضيع ذات صلة