القائمة الرئيسية

مقتضيات الإيمان بالرسول ﷺ

الإيمان بالرسول ﷺ:

الإيمان بالرسول ﷺ هو أحد ركني كلمة التوحيد “لا إله إلا الله، محمد رسول الله” والتي لا يكون المسلم مسلماً إلا بعد النطق بها.

وهو أيضاً أحد أركان الإيمان.

وهكذا فالإيمان بالله ورسوله ركن مشترك بين أركان الإسلام وأركان الإيمان.

فكونه ركناً من أركان الإسلام، يمثل الجانب الظاهر من النطق بالشهادتين والعمل بمقتضاهما.

وكونه ركناً من أركان الإيمان، الذي هو اعتقاد القلب، يمثل استسلام الجانب الباطن وخضوعه لمقتضى الشهادتين، وهو الذي يخرج المسلم من دائرة النفاق. إذا المنافق إنسان أسلم ظاهره ولم يسلم باطنه.

ومعنى الإيمان بالرسول ﷺ: هو الإيمان بأن الله تعالى أرسله إلى الناس كافة يبلغهم شريعة الله، وأن كل ما يقوله حق، وأنه لا ينطق عن الهوى، وأن ما ينطق به إنما هو وحي يوحى..

ومعنى الإيمان: التصديق الكامل الذي لا يقربه ريب أو شك.

 ولا يكون الإيمان إلا عن رضى ورغبة، فلا يكون تحت عوامل الضغط والرهبة والإكراه.

 مقتضيات الإيمان به ﷺ:

الإيمان وإن كان مقره القلب، فأن له أثراً في ظاهر الإنسان وسلوكه. وقد أجمع علماء هذه الأمة على أن الإيمان قول وعمل:

 ومن مقتضيات هذا الإيمان:

1- طاعة الله تعالى ورسوله ﷺ.

2- محبة الله ورسوله. ففي الحديث المتفق عليه عَنْ أَنَسٍ: 

(عَنْ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ) (1).

3- الاقتداء والتأسي به ﷺ: قال تعالى: 

{قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ} (2) 

وقال تعالى: 

{لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِى رَسُولِ ٱللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} (3).

 4- الرضى بما شرعه: قال تعالى: 

{فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِىٓ أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} (4).

وواضح من نص الآية الكريمة أن المطلوب الرضى الذي ينبع من داخل النفس لا مجرد الإذعان الظاهر.

 5- كثرة ذكره ﷺ، وتعظيمه عند ذلك، والصلاة والتسليم عليه عندما يذكر.

______________________

1. أخرجه البخاري برقم (15) ومسلم (44).

2. سورة آل عمران، الآية (31).

3. سورة الأحزاب، الآية (21).

4. سورة النساء، الآية (65).


6- حب كل ما أحب وكره كل ما كره، حتى يصل المسلم بهذا إلى أن يكون حبه لله وكرهه لله، فلا يحب إلا الله ولا يكره إلا به وبهذا يستكمل الإيمان.

 7- أن يكون هواه تابع لما جاء به، كما قال صلى الله عليه وسلم: 

(لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يَكُون هَواهُ تَبعاً لِمَّا جِئْتُ بِه) (1).

 لا يصدر انتقاص النبي ﷺ عن مسلم:

إن المسلم الذي آمن بالرسول ﷺ وعاش حياته متقلباً في متقضيات هذا الإيمان، فأحب الرسول ﷺ وأطاعه في كل ما امر، وتأسى به في أقواله وأفعاله ورضي من قرارة نفسه بكل ما شرع تسليماً وحباً، وأخضع هواه لكل ما جاء به فأصبحت رغباته وشهواته في إطار الشرع وحدوده، وكان ذكر النبي ﷺ على لسانه.

 فهو معه ﷺ ابتداء من استيقاظه إلى أن ينام وحتى أثناء النوم إذا تقلب من جنب إلى جنب ذكر الله تعالى اقتداء بفعل رسوله ﷺ.

 إنه في صباحه ومسائه وصلاته وعبادته، في أكله وشربه، في لقائه بالآخرين ووداعهم، وفي فرحه وترحه، في غناه وفقره.. يعيش ورسول الله ﷺ في ذاكرته لأنه يطبق في كل حالة وكل وضع ما نقل له من سنة رسول الله ﷺ وعمله وقوله في تلك الحالات.

 كيف للمسلم الذي هذا بعض حاله، كيف يتصور أن يصدر عنه ما يسيء إلى رسول الله ﷺ أو ينتقص من قدره.

 إنه أمر غير متصور حقاً إلا في أذهان الذين لا يعرفون حقائق هذا الدين وثوابته التي لا يكون إلا بها.

______________________


1. فتح الباري 13/ 289 وقال: أخرجه الحسن بن سفيان وغيره، ورجاله ثقات، وقد صححه النووي في آخر الأربعين.

مواضيع ذات صلة