قال ابن القاص: من الواجبات التي خص بها رسول الله ﷺ أن يدفع بالتي هي أحسن (2).
______________________
2. مرشد المحتار ص 99.
واستدل بقوله تعالى:
{ٱدْفَعْ بِٱلَّتِى هِىَ أَحْسَنُ فَإِذَا ٱلَّذِى بَيْنَكَ وَبَيْنَهُۥ عَدَٰوَةٌ كَأَنَّهُۥ وَلِىٌّ حَمِيمٌ}
(1).
وعد هذه المسألة من الخصائص أمر غريب حقاً، فليس في الآية ما يدل على أن الخطاب فيها للرسول ﷺ وحده. بل سياق الآيات دليل على أن الخطاب لجميع المسلمين.
والآيات واردة في ميدان الحض على الفضائل، والدعوة إليها، ولنستمع إلى بعض هذه الآيات الكريمة:
قال تعالى:
{وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَآ إِلَى ٱللَّهِ وَعَمِلَ صَٰلِحًا وَقَالَ إِنَّنِى مِنَ ٱلْمُسْلِمِينَ وَلَا تَسْتَوِى ٱلْحَسَنَةُ وَلَا ٱلسَّيِّئَةُ ۚ ٱدْفَعْ بِٱلَّتِى هِىَ أَحْسَنُ فَإِذَا ٱلَّذِى بَيْنَكَ وَبَيْنَهُۥ عَدَٰوَةٌ كَأَنَّهُۥ وَلِىٌّ حَمِيمٌ وَمَا يُلَقَّٰهَآ إِلَّا ٱلَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّىٰهَآ إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍۢ}
إلى آخر الآيات (2).
فأين خصوصية الخطاب للرسول ﷺ، حتى يقال بخصوصية الحكم؟!!.
______________________
1. سورة فصلت، الآية (34).
2. سورة فصلت، الآيات (33-35).