القائمة الرئيسية

عموم رسالته ﷺ

ومن فضائله ﷺ أنه بعث إلى الناس كافة، وقد بعث كل رسول قبله إلى قومه خاصة.

قال الله تعالى: 

{وَمَآ أَرْسَلْنَٰكَ إِلَّا كَآفَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا}

(1).

وقال تعالى: 

{قُلْ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنِّى رَسُولُ ٱللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا}

(2).

وقال تعالى: 

{تَبَارَكَ ٱلَّذِى نَزَّلَ ٱلْفُرْقَانَ عَلَىٰ عَبْدِهِۦ لِيَكُونَ لِلْعَٰلَمِينَ نَذِيرًا}

(3).

 وعن جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما:  أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ: 

(أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ قَبْلِي نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ وَجُعِلَتْ لِي الْأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا فَأَيُّمَا رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي أَدْرَكَتْهُ الصَّلَاةُ فَلْيُصَلِّ وَأُحِلَّتْ لِي الْمَغَانِمُ وَلَمْ تَحِلَّ لِأَحَدٍ قَبْلِي وَأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ وَكَانَ النَّبِيُّ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً وَبُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ عَامَّةً).

 ولفظ مسلم: 

(وَبُعِثْتُ إِلَى كُلِّ أَحْمَرَ وَأَسْوَدَ)

(4).

 فهذه النصوص وغيرها كثيرة تثبت عموم رسالته، وانفراده ﷺ بهذه الفضيلة.

 قال ابن كثير عند تفسير آية سورة سبأ:

“عن عكرمة قال: سمعت ابن عباس رضي الله عنهما يقول: إن الله تعالى فضل محمداً ﷺ على أهل السماء وعلى الأنبياء.

______________________


1. سورة سبأ، الآية (28).


2. سورة الأعراف، الآية (158).


3. سورة الفرقان، الآية (1).


4. متفق عليه (خ 335، م 521).

 


 قالوا: يا ابن عباس، فيما فضله الله على الأنبياء؟.

قال: إن الله تعالى قال: 

{وَمَآ أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِۦ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ ۖ}

(1) 

وقال للنبي ﷺ 

{وَمَآ أَرْسَلْنَٰكَ إِلَّا كَآفَّةً لِّلنَّاسِ}

(2) 

فأرسله الله تعالى إلى الجن والإنس”.

 وإذا كانت الأدلة واضحة في عموم رسالته إلى الناس كل الناس على اختلاف ألوانهم وألسنتهم وأقوامهم وجنسايتهم. فما الدليل على أن رسالته ﷺ كانت إلى الجن أيضاً؟

 والجواب:

إن الجن مكلفون بدليل الآيات الكثيرة ومنها قوله تعالى:

{وَمَا خَلَقْتُ ٱلْجِنَّ وَٱلْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}

(3).

وقال تعالى:

{يَٰمَعْشَرَ ٱلْجِنِّ وَٱلْإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ ءَايَٰتِى وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَآءَ يَوْمِكُمْ هَٰذَا ۚ }

(4).

 وإذا كانوا مكلفين فقد ثبت في القرآن الكريم استماعهم للرسول ﷺ وإيمانهم به. قال تعالى:

______________________


1. سورة إبراهيم، الآية (4).


2. سورة سبأ، الآية (28).


3. سورة الذاريات، الآية (56).


4. سورة الأنعام، الآية (130).

 


{وَإِذْ صَرَفْنَآ إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ ٱلْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ ٱلْقُرْءَانَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوٓا أَنصِتُوا ۖ فَلَمَّا قُضِىَ وَلَّوْا إِلَىٰ قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ قَالُوا يَٰقَوْمَنَآ إِنَّا سَمِعْنَا كِتَٰبًا أُنزِلَ مِنۢ بَعْدِ مُوسَىٰ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِىٓ إِلَى ٱلْحَقِّ وَإِلَىٰ طَرِيقٍۢ مُّسْتَقِيمٍۢ يَٰقَوْمَنَآ أَجِيبُوا دَاعِىَ ٱللَّهِ وَءَامِنُوا بِهِۦ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍۢ وَمَن لَّا يُجِبْ دَاعِىَ ٱللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍۢ فِى ٱلْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُۥ مِن دُونِهِۦٓ أَوْلِيَآءُ ۚ أُولَٰٓئِكَ فِى ضَلَٰلٍۢ مُّبِينٍ}

(1).

 وقال تعالى:

{قُلْ أُوحِىَ إِلَىَّ أَنَّهُ ٱسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ ٱلْجِنِّ فَقَالُوٓا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْءَانًا عَجَبًا يَهْدِىٓ إِلَى ٱلرُّشْدِ فَـَٔامَنَّا بِهِۦ ۖ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَآ أَحَدًا}

(2).

 وبهذه النصوص وغيرها تثبت فضيلة عموم رسالته ﷺ وانفراده بذلك بين الأنبياء والرسل جميعاً.

مواضيع ذات صلة