×

الاستشفاء بدمه ﷺ

قالوا: ومن خصائص التكريم أنه ﷺ كان يتبرك بدمه (1).

واستدلوا لذلك.

1- بحديث إبراهيم بن عمر بن سفينة عن أبيه عن جده قال احتجم رسول الله عليه وسلم فأعطاني دمه، فقال: (اذهب فواره) فذهبت فشربته فرجعت، فقال: (ما صنعت به) قلت: واريته، أو قلت: شربته، قال: (احترزت من النار).

 2- ما أخرجه ابن حبان عن نافع عن عطاء، عن ابن عباس قال: حجم  رسول الله غلام لبعض قريش، فلما فرغ من حجامته أخذ الدم، فذهب به وراء الحائط، فنظر يميناً وشمالاً فلم ير أحداً، وتحسي دمه حتى فرغ، ثم أقبل فنظر رسول الله عليه وسلم في وجهه فقال: (ويحك ما صنعت بالدم؟) قال: غيبته وراء الحائط. قال: (أين غيبته؟) فقال: يا رسول الله، إني نفست على دمك أن أهريقه في الآرض، فهو في بطني. قال: (اذهب فقد أحرزت نفسك من النار).

 قال ابن الجوزي: هذا حديثان لا يصحان:

أما الأول فقال ابن حبان: لا يحل الاحتجاج بإبراهيم بن عمر.

وأما الثاني: فقال يحيى: نافع كذاب. وقال الدارقطني: متروك (2).

 وقد أورد صاحب المواهب أدلة أخرى.

منها: قصة شرب عبدالله بن الزبير لدم النبي ﷺ بعد حجامته.

______________________

1. المواهب اللدنية 2/ 316، والشفا للقاضي عياض 1/ 89.


2. العلل المتناهية، لابن الجوزي 1/ 185.

 


ومنها: قصة ازدراد مالك بن سنان – والد أبي سعيد الخدري – دم جرح الرسول ﷺ يوم أحد وقد قال الزرقاني شارح المواهب، ولا يخلو كل منها من مقال (1).

 ومهما يكن من أمر. فليس في كل هذه الوقائع ما كان منها ضعيفاً وما كان منها غير صحيح، أنه ﷺ أمر بذلك، أو استأذنه الفاعل بما أقدم عليه وأذن له.

______________________

1. المواهب اللدنية 2/ 316 وانظر حاشيتها.

مواضيع ذات صلة