انهدم البيت فبنته قريش ورسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ رجل شاب.
فلما أرادوا أن يرفعوا الحجر الاسود اختصموا فيه فقالوا: نحكم بيننا أول رجل يخرج من هذه السكة، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أول من خرج عليهم من باب بني شيبة فقالوا: أتاكم الأمين. فأمر بثوب فوضع الحجر في وسطه وأمر كل فخذ أن يأخذوا بطائفة من الثوب فرفعوه -أخرج سيد كل قبيلة فأعطاه ناحية من الثوب فرفعته جميع القبائل-، وأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعه.
وإنما حمل قريشا على بنائها أن السيول كانت تأتي من فوقها، من فوق الردم الذى صفوه فخربه، فخافوا أن يدخلها الماء.
وكان رجل يقال له مليح سرق طيب الكعبة.
فأرادوا أن يشيدوا بنيانها وأن يرفعوا بابها حتى لا يدخلها إلا من شاءوا.
فأعدوا لذلك نفقة وعمالا، ثم غدوا إليها ليهدموها على شفق وحذر أن يمنعهم [الله] الذي أرادوا.
فكان أول رجل طلعها وهدم منها شيئا الوليد بن المغيرة، فلما رأوا الذي فعل الوليد تتابعوا فوضعوها. [السيرة النبوية لابن كثير 1/273 – 275].