×

إسلام أول مجموعة من الأنصار

إسلام أول مجموعة من الأنصار

الفترة المكية
السنة العاشرة إلى السنة الحادية عشر من البعثة
إسلام أول مجموعة من الأنصار
619 - 621 ميلادي

فلما أراد الله عز وجل إظهار دينه، وإعزاز نبيه صلى الله عليه وسلم، وإنجاز موعده له، خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في الموسم الذي لقيه فيه النفر من الأنصار، فعرض نفسه على قبائل العرب، كما كان يصنع في كل موسم. فبينما هو عند العقبة لقي رهطا من الخزرج أراد الله بهم خيرا.

قال ابن إسحاق: فحدثني عاصم بن عمر بن قتادة، عن أشياخ من قومه، قالوا: لما لقيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال لهم: من أنتم؟ قالوا: نفر من الخزرج، قال: أمن موالي يهود؟ قالوا: نعم، قال: أفلا تجلسون أكلمكم؟

قالوا: بلى. فجلسوا معه، فدعاهم إلى الله عز وجل، وعرض عليهم الإسلام، وتلا عليهم القرآن. قال: وكان مما صنع الله بهم في الإسلام، أن يهود كانوا معهم في بلادهم، وكانوا أهل كتاب وعلم، وكانوا هم أهل شرك وأصحاب أوثان، وكانوا قد غزوهم ببلادهم، فكانوا إذا كان بينهم شيء قالوا لهم: إن نبيا مبعوث الآن، قد أظل زمانه، نتبعه فنقتلكم معه قتل عاد وإرم. فلما كلم رسول الله صلى الله عليه وسلم أولئك النفر، ودعاهم إلى الله، قال بعضهم لبعض: يا قوم، تعلموا والله إنه للنبي الذي توعدكم به يهود، فلا تسبقنكم إليه.

فأجابوه فيما دعاهم إليه، بأن صدقوه وقبلوا منه ما عرض عليهم من الإسلام، وقالوا: إنا قد تركنا قومنا، ولا قوم بينهم من العداوة والشر ما بينهم، فعسى أن يجمعهم الله بك، فسنقدم عليهم، فندعوهم إلى أمرك، وتعرض عليهم الذي أجبناك إليه من هذا الدين، فإن يجمعهم الله عليه فلا رجل أعز منك.

ثم انصرفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم راجعين إلى بلادهم، وقد آمنوا وصدقوا.

قال ابن إسحاق: وهم- فيما ذكر لي-: ستة نفر من الخزرج، منهم من بني النجار- وهو تيم الله- ثم من بني مالك بن النجار بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج بن حارثة بن عمرو بن عامر: أسعد بن زرارة بن عدس بن عبيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار، وهو أبو أمامة، وعوف بن الحارث بن رفاعة بن سواد بن مالك بن غنم بن مالك بن النجار، وهو ابن عفراء.

قال ابن هشام: وعفراء بنت عبيد بن ثعلبة بن عبيد بن ثعلبة بن غنم ابن مالك بن النجار.

قال ابن إسحاق: ومن بني زريق بن عامر بن زريق بن عبد حارثة بن مالك ابن غضب بن جشم بن الخزرج: رافع بن مالك بن العجلان بن عمرو بن عامر بن زريق.

ويقال: عامر بن الأزرق.

قال ابن إسحاق: ومن بني سلمة بن سعد بن علي بن ساردة بن تزيد ابن جشم بن الخزرج، ثم من بني سواد بن غنم بن كعب بن سلمة: قطبة ابن عامر بن حديدة بن عمرو بن غنم بن سواد.

قال ابن هشام: عمرو بن سواد، وليس لسواد ابن يقال له: غنم.

قال ابن إسحاق: ومن بني حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة:

عقبة بن عامر بن نابي بن زيد بن حرام.

ومن بني عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة: جابر بن عبد الله ابن رئاب بن النعمان بن سنان بن عبيد.
فلما قدموا المدينة إلى قومهم ذكروا لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعوهم إلى الإسلام حتى فشا فيهم، فلم يبق دار من دور الأنصار إلا وفيها ذكر من رسول الله صلى الله عليه وسلم. [السيرة النبوية لابن هشام 1/428 – 430].

الدروس المستفادة

لابد من عرض قضية الإسلام على كل من لم يسمع عنه، والدفاع ودفع الشبهات فدافع عنه، واجعل هذا شغلك الشاغل، سواء استجاب الناس أم انصرفوا، فما عليك إلا البلاغ، وللقلوب رب يصرفها كيف يشاء.
    • لكل قلب ما يناسبه من الحوار والكلام، فللقلوب مفاتيح، وأذكى الدعاة من سارع إلى فتح مغاليق القلوب بما يناسبها ويلائمها.
    • 3-    الحرص على الشرف الدنيوي قد يُفقد العبد الشرف الأخروي، كما أن الحرص على شرف الآخرة يُكسب العبد العزة والسعادة في الدارين، فاجعل همومك هما واحدا، هو هم الآخرة، فيكفك الله كل هموم الدنيا.
    • الغاية في الإسلام لا تبرر الوسيلة، فلابد أن تكون الوسيلة مشروعة كما أن الغاية مشروعة.
    • إن من عباد الله أناسا مفاتيح للخير مغاليق للشر، هم للحق والهدى يتطلعون، وإذا دُعُوا إليه فبه يعملون، أولئك هم المفلحون الموفقون، فكن مفتاحا للخير مغلاقا للشر، وكن للحق جنديا.