×

المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار

المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار

الفترة المدنية
السنة الأولى من الهجرة
المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار
622 - 623 ميلادي

وآخى رسول الله ﷺ بين أصحابه من المهاجرين والأنصار، فقال- فيما بلغنا، ونعوذ بالله أن نقول عليه ما لم يقل-: تآخوا في الله أخوين أخوين، ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب، فقال: هذا أخي.

فكان رسول الله ﷺ سيد المرسلين، وإمام المتقين، ورسول رب العالمين، الذي ليس له خطير ولا نظير من العباد، وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، أخوين، وكان حمزة بن عبد المطلب، أسد الله وأسد رسوله ﷺ، وعم رسول الله ﷺ، وزيد بن حارثة، مولى رسول الله ﷺ، أخوين، وإليه أوصى حمزة يوم أحد حين حضره القتال إن حدث به حادث الموت، وجعفر بن أبي طالب ذو الجناحين، الطيار في الجنة، ومعاذ بن جبل، أخو بني سلمة، أخوين.

قال ابن هشام: وكان جعفر بن أبي طالب يومئذ غائبا بأرض الحبشة.

قال ابن إسحاق: وكان أبو بكر الصديق رضي الله عنه، ابن أبي قحافة، وخارجة بن زهير، أخو بلحارث بن الخزرج، أخوين، وعمر بن الخطاب رضي الله عنه، وعتبان بن مالك، أخو بني سالم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج أخوين وأبو عبيدة بن عبد الله بن الجراح، واسمه عامر بن عبد الله، وسعد بن معاذ بن النعمان، أخو بني عبد الأشهل، أخوين. وعبد الرحمن بن عوف، وسعد ابن الربيع، أخو بلحارث بن الخزرج، أخوين. والزبير بن العوام، وسلامة ابن سلامة بن وقش، أخو بني عبد الأشهل، أخوين. ويقال: بل الزبير وعبد الله بن مسعود، حليف، بني زهرة، أخوين، وعثمان بن عفان، وأوس ابن ثابت بن المنذر، أخو بني النجار، أخوين. وطلحة بن عبيد الله، وكعب ابن مالك، أخو بني سلمة، أخوين. وسعد بن زيد بن عمرو بن نفيل، وأبي ابن كعب، أخو بني النجار: أخوين ومصعب بن عمير بن هاشم، وأبو أيوب خالد بن زيد، أخو بني النجار: أخوين، وأبو حذيفة بن عتبة بن ربيعة، وعباد بن بشر بن وقش، أخو بني عبد الأشهل: أخوين. وعمار بن ياسر، حليف بني مخزوم، وحذيفة بن اليمان، أخو بني عبد عبس، حليف بني عبد الأشهل: أخوين. ويقال: ثابت بن قيس بن الشماس، أخو بلحارث بن الخزرج، خطيب رسول الله ﷺ، وعمار بن ياسر: أخوين.

وأبو ذر، وهو برير بن جنادة الغفاري، المنذر بن عمرو، المعنق ليموت، أخو بني ساعدة بن كعب بن الخزرج: أخوين.

قال ابن هشام: وسمعت غير واحد من العلماء يقول: أبو ذر: جندب ابن جنادة.

قال ابن إسحاق: وكان حاطب بن أبي بلتعة، حليف بني أسد بن عبد العزى وعويم بن ساعدة، أخو بني عمرو بن عوف، أخوين، وسلمان الفارسي، وأبو الدرداء، عويمر بن ثعلبة، أخو بلحارث بن الخزرج، أخوين.

قال ابن هشام: عويمر بن عامر، ويقال: عويمر بن زيد.
قال ابن إسحاق: وبلال، مولى أبي بكر رضي الله عنهما، مؤذن رسول الله ﷺ، وأبو رويحة، عبد الله بن عبد الرحمن الخثعمي، ثم أحد الفزع، أخوين. فهؤلاء من سمي لنا، ممن كان رسول الله ﷺ آخى بينهم من أصحابه. [السيرة النبوية لابن هشام 1/504 – 507]

الدروس المستفادة

  • العقيدة أساس البناء : فقد حصر الإسلام الأخوة والموالاة بين المؤمنين فقط، قال تعالى
 
{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}
[الحجرات: 10]
وقطع الولاية بين المؤمنين والكافرين، فقال تعالى  
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}
[المائدة:51]
ولذلك كان التآخي بين المهاجرين والأنصار مسبوقا بعقيدة التوحيد وقائما عليها، فالعقيدة هي العمود الفقري للمؤاخاة التي حدثت في المدينة، لأن تلك العقيدة تضع الناس كلهم في مصاف العبودية لله دون الاعتبار لأي فارق، إلا فارق التقوى والعمل الصالح، قال تعالى  
{إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}
[الحجرات 13]
 
  • الحب في الله: فالمؤاخاة على الحب في الله من أقوى الدعائم في بناء الأمة الإسلامية، ولذلك حرص النبي ـ ﷺ ـ على تعميق هذا المعنى في المجتمع المسلم الجديد، فقال رسول الله ـ ﷺ ـ
 
[إن الله تعالى يقول يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي ، اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي]
  فبالحب في الله أصبحت المؤاخاة عقدا نافذا لا لفظا فارغا، وعملا يرتبط بالدماء والأموال، لا كلمة تنطق بها الألسنة، ومن ثم كانت عواطف الإيثار والمواساة والمؤانسة تمتزج في هذه الأخوة، وتملأ المجتمع الجديد بأروع الأمثلة.