قال ابن إسحاق: فلما فرغ رسول الله ﷺ من خيبر انصرف إلى وادي القرى، فحاصر أهله ليالي، ثم انصرف راجعا إلى المدينة.
(مقتل غلام رفاعة الذي أهداه للرسول) :
قال ابن إسحاق: فحدثني ثور بن زيد، عن سالم، مولى عبد الله بن مطيع، عن أبي هريرة، قال: فلما انصرفنا مع رسول الله ﷺ من خيبر إلى وادي القرى نزلنا بها أصيلا مع مغرب الشمس، ومع رسول الله ﷺ غلام له، أهداه له رفاعة بن زيد الجذامي، ثم الضبيني.
قال ابن هشام: جذام، أخو لخم.
قال: فو الله إنه ليضع رحل رسول الله ﷺ إذ أتاه سهم غرب فأصابه فقتله، فقلنا: هنيئا له الجنة، فقال رسول الله ﷺ: كلا، والذي نفس محمد بيده، إن شملته الآن لتحترق عليه في النار، كان غلها من فيء المسلمين يوم خيبر. قال: فسمعها رجل من أصحاب رسول الله ﷺ، فأتاه فقال: يا رسول الله، أصبت شراكين لنعلين لي، قال: فقال:
يقد لك مثلهما من النار.
قال ابن إسحاق: فحدثني عبد الله بن أبي بكر، عن عبد الله بن مكنف، أخي بني حارثة، قال: لما أخرج عمر يهود من خيبر ركب في المهاجرين والأنصار، وخرج معه جبار بن صخر بن أمية بن خنساء، أخو بني سلمة، وكان خارص أهل المدينة وحاسبهم- ويزيد بن ثابت، وهما قسما خيبر بين أهلها، على أصل جماعة السهمان، التي كانت عليها.
وكان ما قسم عمر بن الخطاب من وادي القرى، لعثمان بن عفان خطر، ولعبد الرحمن بن عوف خطر، ولعمر بن أبي سلمة خطر، ولعامر بن أبي ربيعة خطر، ولعمرو بن سراقة خطر، ولأشيم خطر.
قال ابن هشام: ويقال: ولأسلم ولبني جعفر خطر، ولمعيقيب خطر، ولعبد الله بن الأرقم خطر، ولعبد الله وعبيد الله خطران، ولابن عبد الله ابن جحش خطر، ولابن البكير خطر، ولمعتمر خطر، ولزيد بن ثابت خطر، ولأبي بن كعب خطر، ولمعاذ بن عفراء خطر، ولأبي طلحة وحسن خطر، ولجبار بن صخر خطر، ولجابر بن عبد الله بن رئاب خطر، ولمالك بن صعصعة وجابر بن عبد الله بن عمرو خطر، ولابن حضير خطر، ولابن سعد بن معاذ خطر، ولسلامة بن سلامة خطر، ولعبد الرحمن بن ثابت وأبي شريك خطر، ولأبي عبس بن جبر خطر، ولمحمد بن مسلمة خطر، ولعبادة بن طارق خطر.
قال ابن هشام: ويقال: لقتادة.
قال ابن إسحاق: ولجبر بن عتيك نصف خطر، ولابني الحارث بن قيس نصف خطر، ولابن حزمة والضحاك خطر، فهذا ما بلغنا من أمر خيبر ووادي القرى ومقاسمها.
قال ابن هشام: الخطر: النصيب. يقال: أخطر لي فلان خطرا. [السيرة النبوية لابن هشام 2/338 – 339 ، 2/357 – 358]