×

أكل رسول الله ﷺ من الشاة المسمومة

أكل رسول الله ﷺ من الشاة المسمومة

الفترة المدنية
السنة السابعة من الهجرة
أكل رسول الله ﷺ من الشاة المسمومة
628 - 629 ميلادي

حاصر رسول الله ﷺ، أهل خيبر في حصنيهم الوطيح والسلالم، حتى إذا أيقنوا بالهلكة، سألوه أن يسيرهم وأن يحقن لهم دماءهم، ففعل. وكان رسول الله ﷺ قد حاز الأموال كلها: الشق ونطاة والكتيبة وجميع حصونهم، إلا ما كان من ذينك الحصنين. فلما سمع بهم أهل فدك قد صنعوا ما صنعوا، بعثوا إلى رسول الله ﷺ يسألونه أن يسيرهم، وأن يحقن دماءهم، ويخلوا له الأموال، ففعل. وكان فيمن مشى بين رسول الله ﷺ وبينهم في ذلك محيصة بن مسعود، أخو بني حارثة، فلما نزل أهل خيبر على ذلك، سألوا رسول الله ﷺ أن يعاملهم في الأموال على النصف، وقالوا: نحن أعلم بها منكم، وأعمر لها، فصالحهم رسول الله ﷺ على النصف، على أنا إذا شئنا أن نخرجكم أخرجناكم، فصالحه أهل فدك على مثل ذلك، فكانت خيبر فيئا بين المسلمين، وكانت فدك خالصة لرسول الله ﷺ، لأنهم لم يجلبوا عليها بخيل ولا ركاب.

(أمر الشاة المسمومة) :

فلما اطمأن رسول الله ﷺ أهدت له زينب بنت الحارث، امرأة سلام بن مشكم، شاة مصلية -مشوية-، وقد سألت أي عضو من الشاة أحب إلى رسول الله ﷺ؟ فقيل لها: الذراع، فأكثرت فيها من السم، ثم سمت سائر الشاة، ثم جاءت بها، فلما وضعتها بين يدي رسول الله ﷺ، تناول الذراع، فلاك منها مضغة، فلم يسغها، ومعه بشر بن البراء بن معرور، قد أخذ منها كما أخذ رسول الله ﷺ، فأما بشر فأساغها، وأما رسول الله ﷺ فلفظها، ثم قال: إن هذا العظم ليخبرني أنه مسموم، ثم دعا بها، فاعترفت، فقال: ما حملك على ذلك؟ قال: بلغت من قومي ما لم يخف عليك، فقلت: إن كان ملكا استرحت منه، وإن كان نبيا فسيخبر، قال: فتجاوز عنها رسول الله ﷺ، ومات بشر من أكلته التي أكل. قال ابن إسحاق: وحدثني مروان بن عثمان بن أبي سعيد بن المعلى، قال:
كان رسول الله ﷺ قد قال في مرضه الذي توفي فيه، ودخلت أم بشر بنت البراء بن معرور تعوده: يا أم بشر، إن هذا الأوان وجدت فيه انقطاع أبهري  من الأكلة التي أكلت مع أخيك بخيبر. قال: فإن كان المسلمون ليرون أن رسول الله ﷺ مات شهيدا، مع ما أكرمه الله به من النبوة. [السيرة النبوية لابن هشام 2/337 – 338]

الدروس المستفادة

تواضع شخص رسول الله ﷺ أنه قبل دعوة يهودية ولم يردها. رحمته وشفقته ﷺ، فقد عفا عنها لما أخبرته بسبب فعلتها، ومع أنه سبب لا يدعو إلى ذلك، إلا أنه لعظيم شفقته ﷺ قد عفا عنها. ثبوت نبوة النبي ﷺ، بنطق الشاة له أنها مسمومة