إن سيرة النبي ﷺ في بيته، تعد ميداناً فسيحاً تعرض فيه أنماط السلوك المستقيم في الحالات المتنوعة.
وكل مسلم يجد فيها الأمر الذي ينبغي عليه أن يتأسى بالنبي ﷺ فيه:
فالمسلم الذي اكتفى بزوجة واحدة، يجد في زواج النبي ﷺ من خديجة رضي الله عنها ما يتأسى به. . من حسن معاملته ﷺ لها، واكتفائه بها، وعدم الزواج عليها على الرغم من تقدمها في السن عليه.
وإذا اضطر إلى الزوجة الثانية، فليقرأ بإمعان مسألة عدله ﷺ بين أزواجه، وصبره على غيرتهن واحتمال ذلك، وتوطين النفس عليه.
وإذا قدر عليه موت الأولاد صغاراً، فإنه يجد في سيرته ﷺ من السلوى ما يساعده على الصبر.
وإذا كانت ذريته من البنات فليفرح أنه كان له به ﷺ أسوة، حيث كانت ذريته التي قدر لها أن تعيش من البنات. فليحسن معاملتهن وليتصور فاطمة رضي الله عنها عندما كانت تدخل على والدها ﷺ كيف كان يقوم لاستقبالها وإكرامها. .
وإذا توفيت زوجته فليكن له أسوة في وفائه ﷺ لخديجة، حيث كان يذكرها دائماً بخير. . ويكرم من يلوذ بها. .
وإذا انفعل في يوم من الأيام وأخذ الغضب من مأخذه فليتذكر أنه ﷺ ما ضرب بيده شيئاً قط لا امرأة. . ولا خادماً. .
وإذا ضاق به العيش، وتقطعت به السبل فلينظر في صبره ﷺ على مثل هذه الحال فسيكون له بذلك سلوى.
وإذا كثرت أمواله وتضخمت ثروته وتطاول بنيانه. . وصاحب ذلك كبر في النفس وتعال على عباد الله. . فليقرأ وصف الحجرات التي سكنها ﷺ لعله يرجع إلى الصواب. . ويضع الفضول في مواضعها.
وإذا جاء إلى أهله فوجد زوجته وقد تراكمت عليها الأعمال بسبب الاشتغال بالأبناء الصغار. . أو أي أمر آخر. . فليمد يده لمساعدتها تأسياً بالمصطفى ﷺ الذي كانت سيرته. . أنه كان يكون في مهنة أهله.
وإذا كان في قلبه قساوة فلينظر في حسن معاملته ﷺ لأهله.. وعطفه على الصغار من أبناء بناته. . فالراحمون يرحمهم الرحمن.
تلك نماذج لما يمكن التأسي به. . من سيرته ﷺ في بيت، وغيرها كثير. .