×

إباحة ما زاد على أربع زوجات

من خصائصه ﷺ أنه أبيح له الجمع بين أكثر من أربع زوجات، وهو أمر مجمع عليه. وقد توفي وعنده تسع.

وهذه الخصوصية يشاركه فيها غيره من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.

وقد ذكر مؤلفو الخصائص وغيرهم حكماً كثيرة لهذا التعدد، وقد أفرد بعضهم ذلك بالتأليف، وهو أمر يخرج عن موضوع الكتاب، ولذلك فيكتفي بالرجوع في ذلك إلى مراجعه لمن رغب.

واشتراكه ﷺ مع غيره من الأنيباء في هذه الخصوصية، يخرس كل الأفواه التي تكلمت بأمر شهوانيته ﷺ من أعداء الإسلام من مستشرقين وغيرهم وإذا قيس نبينا ﷺ بغيره من الأنبياء فهو أقلهم من حيث عدد الزوجات ممن تعددت أزواجهم.

فقد أخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة قال:

 

(قَالَ قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ عَلَيْهِمَا السَّلَام: لَأَطُوفَنَّ اللَّيْلَةَ بِمِائَةِ امْرَأَةٍ تَلِدُ كُلُّ امْرَأَةٍ غُلَامًا يُقَاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَقَالَ لَهُ الْمَلَكُ قُلْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَلَمْ يَقُلْ وَنَسِيَ فَأَطَافَ بِهِنَّ وَلَمْ تَلِدْ مِنْهُنَّ إِلَّا امْرَأَةٌ نِصْفَ إِنْسَانٍ) قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: (لَوْ قَالَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمْ يَحْنَثْ وَكَانَ أَرْجَى لِحَاجَتِهِ)

(1).

وكذلك ذكرت كتب التفسير أنه كان لداود عليه السلام تسع وتسعون زوجة (2).

 والذي يبدو – والله أعلم – أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام يمثلون الكمال الإنساني، فما من شك أن سموهم الروحي والذي يتمثل بقوة الإيمان يبلغ الذروة، ولا يصل إلى ذلك أحد من الناس.

وإذا كانت طاقتهم الروحية بهذا المستوى الرفيع كان لا بد أن يقابلها طاقة جسمية تتناسب مع ذلك، ليتوازن الجانب الروحي مع الجانب المادي. ومن هنا كانت قدرتهم في ميدان تعدد الزوجات، لا تصل إليها قدرات الناس.

______________________

 

1. متفق عليه (خ 5242، م 1654).

 

2. انظر غاية السول ص 189 وتفسير القرطبي 15/ 176.

مواضيع ذات صلة