يعاني التاريخ الإسلامي في دول غرب إفريقيا من العديد من مظاهر التشويه والتعمية لماضي المسلمين في تلك المناطق، فأغلب الباحثين يعمدون إلى تشويه الحقائق بالنسبة للحضارة الإسلامية في دول غرب إفريقية وكأن هذه البلدان لم تعرف الحضارة إلا مع دخول الاستعمار الأوروبي أراضيها، هذا إلى جانب محاولة المؤرخين الغربيين وأتباعهم من “الفرانكوفيين” طمس أي علاقة بتربط بين دول غرب إفريقيا والإسلام، ومن مظاهر ذلك الجانب التشويهي الذي يُحاوِل أن يقلل من شأن الأثر الصحيح والقوي للإسلام في المنطقة: ما يزعمه كثير من الباحثين – في مبالغة – من تأثير الصوفية في المنطقة، وهو مناقض لتاريخ هذه المنطقة العامر بالفقهاء والأمراء العلماء، ويحاول الكاتب نقض أهم تلك الشبهات وإعادة النظر في العلاقة الوثيقة التي تربط بين دول غرب إفريقيا والإسلام، وأنه كان رافدًا هامًا من روافد تكوينها وهيكلتها.

المصدر: مجلة قراءات إفريقية – العدد الأول – رمضان 1425 هـ