أعتذر لنصفي الأبيض، لما يقترفه نصفي الأسود، وقد عهدت لهذا الأخير بقيادة نفسي وكبح هواها وتقييد ملاذها ومتاعها، وتوجيهها توجيهًا حسنًا، فكان إليه المنتهى في التصّرف والقرار، فساقني إلى المهالك وما طفقت أخرج من همّ حتى يولجني في همٍّّ أعظم وأكبر، ويوهمني بأنّ التعاسة قدري، وأن السعادة ما هي إلا تسلية يستعملها الكتاب ليختمون بها القصص الغرامية ويبثوا بها الأمل في قلوب القرّاء فيتخدرون. وصنع لي من طينة الهوى إله، صدنّي عن سماع ما كان يخالجني به ضميري، ومن رؤية الهدى الذي كان يرشدني إليه برهاني، وغشّاني حتى أصبح التيه السراط المستقيم الذي لا حيدة عنه !!
السيرة والتاريخ والتراجم, متنوعة
133