وإن من أجل من عرفت من هؤلاء فيما أحسب: شيخنا الفقيه المسند العلامة الجليل، سماحة الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز العقيل حفظه الله تعالى.
أما في الفقه، فقد قيل فيه: شيخ الحنابلة في عصرنا، والمدخل إلى فقه أحمد بن حنبل.
وأما في الإسناد: فقد اجتمع فيه شرط المشارقة والمغاربة في العلو[1].
وأما في الجلالة: فلستُ أزاحم ثناء كبار العلماء عليه، سواء من مشايخه، أو أقرانه، أو غيرهم.
ولهذا كان حريًا بطلبة العلم السعي إليه، وملازمته والاستفادة عليه، وثني الركب بين يديه.
ثم إني أحببت – وأنا أقل تلامذته – أن أجمع بين استفادتي من علمه وأدبه وسمته، وأن أخدمه خدمة أكافئ فيها بعض حقه عليَّ، وشيئًا من إحسانه إلي.
فأشرت إليه بتخريج ثبت يجمع أسانيده ومروياته، فاكرمني بتكليفي به[2]، وصار يشد من أزرين ويمدني بكل ما أحتاجه من معلومات وإفادات عن حياته، وبذل لي ما لم يكن في الحسبان، حتى صارت ترجمته الشخصية تاريخًا للحياة العلمية والقضاء[3] في البلاد منذ ثلاثة أرباع قرن حتى الآن، فجزاه الله عني خير الجزاء.
وكان شيخُنا قد أمدني بمسودات أملاها عن ذكرياته وحياته، فانتقيت منها ورتبت، واستفدت غاية الاستفادة، وزدت عليها كثيرًا من سؤالاتي وملازمتي له، واستكتاب وسؤال بعض ذوي الصلة مع شيخنا، ومطالعة الكتب.
السيرة والتاريخ والتراجم, متنوعة
617
1429هـ-2008م