يذهب كثير من كتاب السيرة إلى اعتبار السنوات الثلاث الأولى التي أعقبت نزول الوحي عليه صلى الله عليه وسلم فترة سرية بدأت الدعوة حياتها بها، وعلى هذا فقد بدأ صلى الله عليه وسلم دعوته سراً.
"لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّد رَسُولُ اللَّه" تلك هي الكلمة التي كان رسول الله ﷺ يطلب من الناس أن يقولوها. وتلك الكلمة هي الباب الذي يُدخل منه إلى الإسلام. .
لم يكن تغيير الواقع الجاهلي وتحويله إلى واقع مسلم بالأمر اليسير، إنه يحتاج إلى الجهد الكبير، والإرادة القوية.
".. وكان رسول الله ﷺ قلما يخرج في غزوة إلا كنى عنها. . إلا ما كان في غزوة تبوك، فإنه بينها للناس، لبعد الشقة وشدة الزمان، وكثرة العدو الذي يصمد له، ليتأهب الناس لذلك أهبته. ." (1).
"لم تكد الجاهلية. . تحس بهذا الخطر وذاك حتى شنتها حرباً شعواء على الدعوة الجديدة، وعلى التجمع الجدي، وعلى القيادة الجديدة، وحتى أرصدت لها كل ما في جعبتها من أذى، ومن كيد، ومن فتنة". .
قلنا إن العقيدة هي قوام هذه التربية، ومنذ البدء، ومع النطق بشهادة الحق يصبح التلقي في أمور الحياة كلها - لكل مسلم - عن الرسول الذي شهد له بأنه المبلغ عن الله تعالى.
قلنا إن الإسلام كان يسير بتربية الجماعة الأولى في أكثر من مسار في آن واحد.
إن وجود "جماعة" ضرورة مهمة لتحقيق هذا الدين، بل إن الإسلام لا يتصور قيامه إلا في جماعة.
لما بدأ ﷺ دعوته إلى الإسلام واستعملت الأسلحة المتنوعة في الصد عن سبيل الله، كان من جملتها العامل الاقتصادي.
الأمة في مفهومها الإسلامي: الجماعة التي تدين بعقيدة واحدة، وتتجمع على آصرتها، وتدين لقيادة واحدة قائمة على تلك العقيدة