تعد هذه الفترة فترة غنية بالوقائع الجهادية، ويكفي لبيان كثافة الحركة الجهادية فيها أن نقول: إن عدد الغزوات التي قادها النبي ﷺ بنفسه فيها هو سبع عشرة غزوة
على الرغم مما بذله الأنصار، وهو شيء كبير، فقد كان حجم الهجرة أكبر من إمكاناتهم، وهذا ما دعى إلى إنشاء الصفة، كما أن الحروب والغزوات المتلاحقة والتي تحتاج إلى بذل مالي، كانت بدورها عاملاً من عوامل الضيق.
لا شك بأن انتصار المسلمين في بدر كان له أثره الكبير في المدينة، وإن بعض المشركين من الأوس والخزرج قد أعلنوا إسلامهم إيماناً وعقيدة وتصديقاً ولكن بعضهم الآخر تظاهر بالإسلام وهم الذين عرفوا فيما بعد بالمنافقين.
شهدت المدينة خلال هذه الفترة التي تزيد على أربع سنوات قليلاً تغيراً جذرياً في الخارطة السكانية.
وانتهت معركة بدر ، كان ذلك في يوم الجمعة السابع عشر من رمضان للعام الثاني من الهجرة. ذلكم هو يوم الفرقان.
إن الخطوط العامة للتربية هي هي لا تتغير، وقد تحدثنا في القسم الأول من هذا الكتاب بالتفصيل عن الأركان والمسارات والسمات العامة للتربية.
قال القاضي عياض: الصفة ظلة في مؤخرة مسجد رسول الله ﷺ يأوي إليه المساكين، وإليها تنسب أهل الصفة.
أراد الله لمكة أن تقوم بواد غير ذي زرع، ولذا اتجه أهلها إلى التجارة، وقد ساعدهم على ذلك، ذلك الأمن الذي قيضه الله تعالى لهذا البلد في كل الأوقات
بعد هجرته صلى الله عليه وسلم نستطيع القول بأن حركة الدعوة في مكة قد توقفت تماماً، بل إنها قبل الهجرة، وقد وصف غضبها إلى ذروته، بوصول المؤمنين إلى مكان يأمنون فيه، ولهم فيه أنصار؟
كانت المدينة سكناً للأوس والخزرج، وعلى طرفها الشرقي قامت حصون اليهود الثلاثة، حصن بني قينقاع، وحصن بني قريظة، وحصن بني النضير