كانت حصيلة الدعوة في مكة عدداً لا بأس به من المؤمنين والمؤمنات، استطاعوا أن يبرهنوا أن عقيدتهم التي دانوا بها، ودانوا لها، أغلى شيء في حياتهم، بل وأغلى من حياتهم ذاتها.
الأمة في مفهومها الإسلامي: الجماعة التي تدين بعقيدة واحدة، وتتجمع على آصرتها، وتدين لقيادة واحدة قائمة على تلك العقيدة
لما بدأ ﷺ دعوته إلى الإسلام واستعملت الأسلحة المتنوعة في الصد عن سبيل الله، كان من جملتها العامل الاقتصادي.
إن وجود "جماعة" ضرورة مهمة لتحقيق هذا الدين، بل إن الإسلام لا يتصور قيامه إلا في جماعة.
قلنا إن الإسلام كان يسير بتربية الجماعة الأولى في أكثر من مسار في آن واحد.
قلنا إن العقيدة هي قوام هذه التربية، ومنذ البدء، ومع النطق بشهادة الحق يصبح التلقي في أمور الحياة كلها - لكل مسلم - عن الرسول الذي شهد له بأنه المبلغ عن الله تعالى.
"لم تكد الجاهلية. . تحس بهذا الخطر وذاك حتى شنتها حرباً شعواء على الدعوة الجديدة، وعلى التجمع الجدي، وعلى القيادة الجديدة، وحتى أرصدت لها كل ما في جعبتها من أذى، ومن كيد، ومن فتنة". .
".. وكان رسول الله ﷺ قلما يخرج في غزوة إلا كنى عنها. . إلا ما كان في غزوة تبوك، فإنه بينها للناس، لبعد الشقة وشدة الزمان، وكثرة العدو الذي يصمد له، ليتأهب الناس لذلك أهبته. ." (1).
لم يكن تغيير الواقع الجاهلي وتحويله إلى واقع مسلم بالأمر اليسير، إنه يحتاج إلى الجهد الكبير، والإرادة القوية.
"لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُحَمَّد رَسُولُ اللَّه" تلك هي الكلمة التي كان رسول الله ﷺ يطلب من الناس أن يقولوها. وتلك الكلمة هي الباب الذي يُدخل منه إلى الإسلام. .