لا شك بأن انتصار المسلمين في بدر كان له أثره الكبير في المدينة، وإن بعض المشركين من الأوس والخزرج قد أعلنوا إسلامهم إيماناً وعقيدة وتصديقاً ولكن بعضهم الآخر تظاهر بالإسلام وهم الذين عرفوا فيما بعد بالمنافقين.
على الرغم مما بذله الأنصار، وهو شيء كبير، فقد كان حجم الهجرة أكبر من إمكاناتهم، وهذا ما دعى إلى إنشاء الصفة، كما أن الحروب والغزوات المتلاحقة والتي تحتاج إلى بذل مالي، كانت بدورها عاملاً من عوامل الضيق.
تعد هذه الفترة فترة غنية بالوقائع الجهادية، ويكفي لبيان كثافة الحركة الجهادية فيها أن نقول: إن عدد الغزوات التي قادها النبي ﷺ بنفسه فيها هو سبع عشرة غزوة
كان قد مضى عام كامل على انتهاء غزوة الأحزاب حين أعلن رسول الله ﷺ عزمه على أداء العمرة واستنفر الناس للمشاركة في ذلك.
لم يسر اليهود لقدوم رسول الله ﷺ إلى المدينة، ولكنهم لم يكن باستطاعتهم فعل شيء، وسكتوا مدة من الزمن حيث وجدوا في المنافقين الوسيلة لتنفيذ ما يريدون.
جاء عمرو بن سالم الخزاعي إلى الرسول ﷺ في المدينة ليبلغه أن بني بكر - حلفاء قريش - قد غدروا بهم وبيتوهم ليلاً على ما يسمى الوتير، وأن قريشاً ساعدتهم على ذلك وأمدتهم بالسلاح وبالرجال
لا شك بأن صلح الحديبية، الذي وصلت أنباؤه إلى كل مكان في الجزيرة العربية، كان له الأثر الكبير في أمن الناس بشكل عام، مما سهل حركة الانتقال والسفر.
هناك عوائق مهمة ينبغي اتخاذ الإجراءات وبذل الجهد في سبيل تجاوزها حتى تنطلق الحركة بعد تحررها من هذه العوائق.
تحررت حركة الدعوة بعد فتح مكة من كل العوائق، سواء أكانت مادية عسكرية، أم كانت نفسية تقليدية. . فقد أصبحت قوة المسلمين هي القوة الأولى والوحيدة في الجزيرة. .
إن الظروف التي مرت بها المدينة حتى الآن ظروف قاسية، فهناك ازدياد مستمر في عدد السكان نتيجة للهجرة، وهذه الزيادات تحتاج إلى رعاية ريثما يؤمن الواحد منهم مورد رزق له