من أدلة صدق النبي استعداده للملاعنة والمباهلة على من خالفه، غير وجل ولا خائف أن يحيق به شيء.
وهذا الدليل استدل به اليهود على صدق النبي ﷺ:
كان النبي ﷺ لا يكاد يدعو بدعاء إلا استجاب الله تعالى له في الحال، ولا يطلب طلباً إلا حققه له سبحانه وتعالى، وهذا لا يتم لرجل كاذب مدع مفتر، فالله تعالى إنما يتقبل من المتقين ويستجيب للصادقين، والأحاديث في ذلك كثيرة جداً لا تخفى وقد أفردت في مؤلفات، ولكني سأذكر لك موقفاً واحداً فقط، وفيه استجابة دعائه وتسخير السحاب له ﷺ
لقد زعمت فئة من الناس أن القرآن من تأليف النبي ﷺ، وهذا الطعن من أقدم الطعون وقد ذكر في القرآن
"تبرؤ النبي ﷺ من نسبة القرآن إليه، ليس ادعاء يحتاج بينة، بل هو إقرار يؤخذ به صاحبه:
من أعظم الأدلة على صدق النبي ﷺ كونه أمياً لا يقرأ ولا يكتب طيلة حياته وإلى وفاته، كما شهد بذلك التاريخ والمخالف والموافق
وتقرير أننا لو سألنا اليهود: كيف آمنتم برسولكم موسى عليه السلام؟ فإن قالوا: بسبب معجزاته، أو أخلاقه، أو تشريعه، أو تأييد الله له ونصرته، أو استجابة دعائه، أو عدم رغبته في المصلحة الذاتية، أو غير ذلك من الأدلة.
"ولم أننا افترضناه افتراضاً لما عرفناه له تعليلاً معقولاً ولا شبه معقول، اللهم إلا شيئاً واحداً قد يحيك في صدر الجاهل، وهو أن يكون هذا الزعيم قد رأى أن "نسبته القرآن إلى الوحي الإلهي"، ما يعينه على استصلاح الناس باستيجاب طاعته عليهم، ونفاذ أمره فيهم، لأن تلك النسبة تجعل لقوله من الحرمة والتعظيم ما لا يكون له لو نسبه إلى نفسه.
بعض الطاعنين أنكر معجزات النبي ﷺ وقال: إنه لا يقبلها عقل. ومما يؤسف له أن كثيراً من المعاصرين على ذلك