وقد فهم الصحابة رضي الله عنهم، وكذلك من جاء بعدهم من سلف هذه الأمة، أن هذا الأدب ينجر إلى التعامل مع حديثه ﷺ.
رأينا في الفصول السابقة نماذج من الخطاب القرآني الموجه إلى الرسول ﷺ. ورأينا كيف كان في أسلوب هذا الخطاب كل التكريم له، والبيان لرفيع منزلته وعظيم قدره.
إن ما سبق في الحديث عن تكريم الله تعالى لرسوله ﷺ إنما هو تكريم لعبد من عباد الله، اختصه الله تعالى بهذا الفضل، وهو بشر من البشر، كما تقرر ذلك واضحاً في آيات من القرآن الكريم، وقد سجلت هذه الحقيقة بعيداً عن كل لبس.
وردت آيات كثيرة في القرآن الكريم تنبه على مكانة النبي ﷺ وتعظيم قدره وقد وقف عندها كتاب السيرة طويلاً وأفاضوا في شرحها.
تمثل السورة من القرآن الكريم الوحدة الموضوعية في هذا الكتاب العزيز، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.
عندما نقرأ سورة البقرة نجد أنفسنا أمام الآيات الآتية: