للإسراء والمعراج الصدارة في موضوع المعجزات، لعدة أسباب: - فهي مما انفرد بها الرسول الكريم، فلم يحدث مثلها لنبي قبله.
سبق القول في الفصل السابق بأن معجزاته ﷺ غير القرآن الكريم، هي من حيث الكثرة ربما زاد عددها على عدد معجزات جميع الأنبياء السابقين عليهم الصلاة والسلام.
ذهبت بعض كتب الخصائص والسيرة ودلائل النبوة إلى المقارنة بين الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وبين نبينا ﷺ. وتارة تكون هذه المقارنة والموازنة بين الفضائل، وتارة تكون بين المعجزات.
وأخذت الحيوانات مكانها في كتب المعجزات، حتى حجزت باباً مستقلاً، ونأخذ ما جاء في "الخصائص الكبرى"
وتحت عامل التضخيم للكتب، ونقل كل ما يصل إلى المؤلف، تساهل بعضهم بذكر ما يعلم بطلانه.
ولقد كان للقصاص دور كبير في الوضع، لأنهم يجدون في الخبر الغريب ما يشد انتباه الناس.
أولع بعض المؤلفين بالجمع، دون النظر إلى المصدر، حتى بات مثل كتاب "الأغاني" مرجعاً تؤخذ منه الأحاديث النبوية. وإذا وصل الأمر إلى هذا المستوى فلك أن تتخيل ما شئت، إذ عند ذلك تصبح كل الكتب الأخرى مقبولة.
لما كانت المعجزات أموراً خارقة للعادة، وبالتالي فهي لا تخضع لميزان العقل، فقد وجد الوضاعون ثغرة ينقذون منها، حيث يمكن تمرير ما وضعوا دون الخضوع لرقابة العقل.
ما سبق به الحديث عن القرآن الكريم لا يعني أنه صلى الله عليه وسلم لم يكن له معجزات أخرى غير القرآن، بل إن حياته ﷺ كانت حافلة بالآيات، وإذا قلنا بأن معجزاته الصحيحة تفوق من حيث العدد جميع معجزات الأنبياء السابقين، لم نجاوز الحقيقة.
من حكمة الله تعالى أن أعطى كل نبي من الآيات ما يتناسب مع مجتمعه لتكون الحجة قائمة عليهم، وكانت آية القرآن متناسبة مع مهمة الرسالة الخاتمة