هذه الأبوة التي تحمل في ثناياها كل معاني الرحمة والعطف والحنان، والرعاية والحب. تطل علينا من خلاف واقع عملي، تعجز الكلمات عن احتواء معانيه، وبيان مراميه. فتظل رواية الوقائع هي المادة التي يستطيع الكاتب أن يضعها بين يدي القارئ، ويترك له حرية التحليق بفكره وعقله عله يدرك بعض ما تعنيه أو ترمي إليه.
فهؤلاء عن زوجات الرسول الكريم ﷺ ورضي عنهن. زوجاته اللاتي اختارهن الله له وجعلهن أهلاً لهذه الخصوصية. وهي اللاتي اخترن الله ورسوله والدار الآخرة.
سبق الحديث عند الكلام عن معيشته ﷺ عن مطالبة زوجاته بالنفقة وكيف نزلت آية التخيير علاجاً لهذه المشكلة. ولكن هذه الآية لن تنزل وحدها، وإنما تبعتها آيات أخرى تبين ما ينبغي أن يكون عليه أزواجه ﷺ. .
ذكر الفقهاء - رحمهم الله - لأزواج النبي ﷺ عدداً من الخصائص التي أكرمهن الله بها، باعتبارهن أزواج النبي ﷺ، ولهذا السبب خاصة.
برز النفاق بعد غزوة بدر، ليكون العدو الداخلي الذي يعيش في صفوف المسلمين، فيعرف من ثغرات الضعف لديهم، ما لا يمكن للعدو الخارجي معرفته.
كان رسول الله ﷺ أعظم رجل فاعل في التاريخ، وكانت الأحداث عظيمها وصغيرها ترجع إليه ليعطي رأيه فيها، وكانت بيوت أزواجه قريباً من المسجد، مما جعلهن قريباً من مسرح العمليات - إن صح التعبير - فكن على علم بالأمور أول فأول.
الغيرة: مشتقة من تغير القلب، وهيجان الغضب، بسبب المشاركة فيما به الاختصاص. وأشد ما تكون بين الزوجين
تزوج النبي ﷺ السيدة خديجة وأحبها، ولم يتزوج عليها، فانفردت طيلة حياتها بهذا الحب حتى توفاها الله تعالى. . ثم استمر هذا الحب اهتماماً بكل من يلوذ بها. . حتى غارت منها السيدة عائشة رضي الله عنها.
مسألة "ضرب الزوجة" هي إحدى مسائل الفصل السابق، فهي جزء من سلوك الرجل في بيته، وكان ينبغي ذكرها كفقرة فيه، حيث لم يضرب النبي امرأة قط في حياته.
سبق الحديث عن الخطوط العامة عن سيرته ﷺ في بيته، ومن المعيشة، وحسن المعاملة، والعدل وغير ذلك. .