العدل هو أول الواجبات الملقاة على عاتق الرجل عند عزمه على الاقتران بالزوجة الثانية، فإذا لم يكن واثقاً من نفسه بالنجاح في هذا الاختيار، فليقتصر على واحدة.
أقدم هذا القول بين يدي الحديث عن المرأة وبينا المنزلة التي وضعها الإسلام بها، وما لم نعرف شيئاً عن وضعها في الجاهلية فلن نعرف قدر ما فعله الإسلام.
ويبقى باب التعدد مفتوحاً من حيث الشكل، لأن شرط العدل راجع إلى الزوج ولا يستطاع الحكم على إمكانية إقامته إلا من خلال الواقع، ورب زوج أقدم على الزواج الثاني وهو يظن بنفسه أنه سيقيم العدل، ثم يتبين له غير ذلك.
بعد الحديث عن سكن النبي ﷺ وبيان أثاث بيوته، يحسن بنا استكمالاً للصورة أن نتحدث عن مستوى المعيشة من حيث الطعام والنفقة.
من المعروف أن النبي ﷺ عندما هاجر إلى المدينة، نزل في بيت أبي أيوب الأنصاري، وعندما بنى مسجده الشريف بنى بجانبه غرفتين، واحدة منهما لزوجته سودة بنت زمعة، والأخرى أُعدت لعائشة، وكان قد عقد عليها.