خرج عبد المطلب - وهو سيد مكة والرجل المرموق فيها - متجهاً إلى دار وهب بن عبد مناف بن زهرة
ولد رسول الله ﷺ في مكة، في الثلث الأخير من القرن السادس الميلادي، ومكة يومئذ هي القلب
قال ابن إسحاق: فلما بلغ محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعين سنة بعثه الله تعالى رحمة للعالمين وللناس كافة بشيراً.
ويقصد بها المدة الزمنية التي أعقبت نزول قوله تعالى: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلْمُدَّثِّرُ قُمْ فَأَنذِرْ} والتي استمرت إلى نزول قوله تعالى: {فَٱصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ} ويكاد يتفق رواة السيرة على أن مدتها كانت ثلاث سنين.
إن الجهر بالدعوة - في هذه المرحلة - مسؤولية خاصة به صلى الله عليه وسلم فالأمر موجه إليه. ولذا خرج بنفسه ليؤدي هذا الواجب، علناً وعلى رؤوس الأشهاد، ولم يوعز إلى المؤمنين بضرورة الإعلان عن أنفسهم
اشتد البلاء على المسلمين، وآلم رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه لا يجد وسيلة لحمايتهم، وأنه لا يقدر على دفع ما ألم بهم من البلاء والشدة.
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جهر بالقرآن - وهو يصلي - تفرقوا عنه وأبوا أن يستمعوا منه، وكان الرجل إذا أراد أن يسمع من رسول الله بعض ما يتلو، وهو يصلي، استرق السمع دونهم فرقاً منهم. فإن رأى أنهم قد عرفوا أنه يستمع ذهب خشية أذاهم فلم يستمع
بعد ذلك اليوم المشهود في المسجد حيث أصاب المسلمين ما أصابهم وفي مقدمتهم أبو بكر رضي الله عنه، أراد أبو جهل أن يستمر في تصعيد تلك الحملة ضد المسلمين.
إن سيرة النبي ﷺ في بيته، تعد ميداناً فسيحاً تعرض فيه أنماط السلوك المستقيم في الحالات المتنوعة.
خرج المسلمون أرسالاً - كما تقول أم سلمة - حتى اجتمعوا في الحبشة فكانوا بخير دار إلى خير جار آمنين.