كانت خديجة بنت خويلد امرأة تاجرة ذات شرف ومال، تستأجر الرجال في مالها وتضاربهم إياه بشيء تجعله لهم، وكانت قريش قوماً تجاراً.
لا خلاف في أنه ﷺ أكرم البشر، وسيد ولد آدم، وأفضل الناس منزلة عند الله تعالى وأعلاهم درجة وأقربهم زلفى.
قام نفر من الصحابة بجمع الغنائم - بعد المعركة - بينما كان آخرون في أثر المشركين يتابعونهم وكان الفريق الثالث في حراسة الرسول صلى الله عليه وسلم وقد خافوا كرة العدو.
كان صلى الله عليه وسلم يتتبع أخبار قريش، وما سرية عبدالله بن جحش إلا وسيلة من وسائل ذلك. إنه يريد أن يضيق عليها - كما ذكرنا - كما إنه يريد أن يجد حلاً لبعض ما يعانيه الصحابة من الضيق المادي. المهاجرون منهم خاصة أولئك النفر الذين تركوا أموالهم وديارهم في سبيل عقيدتهم، وفي تجارة قريش التي تذهب وتجيء بعض غناء لو أمكن الحصول عليها. وهذا ما يفسر لنا مشاركة المهاجرين خاصة فيما سبق من غزوات وسرايا.
إذا كان تحويل القبلة اختياراً للمسلمين في اتباعهم الرسول ﷺ فقد أثبت المسلمون نجاحاً أيما نجاح. وقد روى الإمام البخاري عن البراء أن أول صلاة صلاها الرسول ﷺ إلى الكعبة كانت صلاة العصر وصلى معه قوم فخرج رجل ممن كان معه فمر على أهل مسجد وهم راكعون فقال: أشهد بالله لقد صليت مع النبي ﷺ قبل مكة. فداروا كما هم قبل البيت (1).
لئن كانت هذه الفترة الوجيزة من عمر الدعوة مليئة بالأحداث الداخلية التي هدفت إلى توطيد وإرساء قواعد الدولة في المدينة، من إقامة المسجد بكل ما يعنيه في الحياة الإسلامية، ومن الأخوة بين المهاجرين والأنصار، ومن كتابة العقود مع اليهود. . فقد كانت كذلك في الحياة الخارجية من استطلاع لأوضاع المنطقة وما يجري فيها، وخاصة ما يتعلق بقريش فقد كانت هي الحاملة للواء العداوة، وما تلك السرايا والغزوات إلا إجراء من إجراءات الأمن التي اتخذها في سبيل استمرار دولة الإسلام.