لا يقص إلا أمير أو مأمور أو مختال

لا يقص إلا أمير أو مأمور أو مختال

عن عوف بن مالك الأشجعي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يقص إلا أمير أو مأمور أو مختال".

[صحيح] [رواه أبو داود]

الشرح

يروي عوف بن مالك الأشجعي أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يقص، والقص التكلم بالقصص والأخبار والمواعظ والخطبة بذلك، والمعنى لا يصدر هذا الفعل إلا من هؤلاء الثلاثة: الأول: أمير، أي حاكم، والثاني: مأمور، أي مأذون له بذلك من الحاكم أو مأمور من عند الله كبعض العلماء؛ لأنه قد يتولى القص ويتولى الكلام من يفسد ومن يضر الناس ومن يلبِّس على الناس، فلا يتكلم كل من أراد أن يتكلم؛ لأنه قد يتكلم بالضلال، وقد يتكلم في إفساد الناس وإفساد عقائدهم وعباداتهم، والثالث: مختال، أي مفتخر متكبر طالب للرياسة، ومعناه لا ينبغي ذلك إلا لأمير يعظ الناس ويخبرهم بما مضى ليعتبروا أو بما يلين قلوبهم من العلم، أو مأمور بذلك فيكون حكمه حكم الأمير، ولا يقص تكسبًا أو يكون القاص مختالًا يفعل ذلك تكبرًا على الناس أو مرائيًا يرائي الناس بقوله وعلمه، ومثل ذلك لا يكون وعظه وكلامه مؤثرًا، وقيل أراد الخطبة لأن الأمراء كانوا يقومون بها في العهد الأول، ويعظون الناس فيها ويقصون عليهم أخبار الأمم السالفة.

معاني الكلمات

لا يقص القص التكلم بالقصص والأخبار والمواعظ.

مأمور مأذون له ممن هو فوقه.

مختال مفتخر متكبر.

فوائد الحديث

هذا الحديث قيل إنه خبر عن الواقع، يعني: لا يقص إلا كذا وكذا وكذا، وقيل نهيٌ، وليس إخبارًا، فليس معنى ذلك نفي وقوع القص من غير الثلاثة، لكن من لم يكن من القسم الأول والثاني فإنه سيدخل في القسم المذموم وهو الثالث.

في هذا دليل على أنه ليس كل أحد يقص على الناس.

التحذير من الاختيال والغرور.

التصنيفات

آداب العالم والمتعلم, آداب الكلام والصمت

المراجع

سنن أبي داود (5/ 505) (3665)، معالم السنن (4/188)، التنوير شرح الجامع الصغير (8/109)، عون المعبود وحاشية ابن القيم (10/ 71)، شرح سنن أبي داود للعباد (415/ 11).