والذي فَلَقَ الحَبَّةَ وبَرَأَ النَّسَمَةَ إنه لَعهدُ النبي الأمي صلى الله عليه وسلم إليَّ ألا يحبني إلا مؤمن، ولا يبغضني إلا منافق

والذي فَلَقَ الحَبَّةَ وبَرَأَ النَّسَمَةَ إنه لَعهدُ النبي الأمي صلى الله عليه وسلم إليَّ ألا يحبني إلا مؤمن، ولا يبغضني إلا منافق

عن زِرٍّ قال: قال عليٌّ: والذي فَلَقَ الحَبَّةَ وبَرَأَ النَّسَمَةَ إنه لَعهدُ النَّبيِّ الأُمِّيِّ صلى الله عليه وسلم إليَّ ألا يحبني إلا مؤمن، ولا يبغضني إلا منافق.

[صحيح] [رواه مسلم]

الشرح

أقسم علي بن أبي طالب رضي الله عنه بالذي شَقَّ الحبة بما يخرج منها، وبالذي خلق النفس وسواها، أنه ميثاق النبي صلى الله عليه وسلم الذي لا يكتب ولا يقرأ، وهذا الوصف من الأوصاف التي جعلها الله تعالى من أوصاف كمال النبي صلى الله عليه وسلم، ومدحه بها، وإنما كان وصف نقص في غيره؛ لأن الكتابة والدراسة والدربة على ذلك هي الطرق الموصلة إلى العلوم التي بها تشرف نفس الإنسان، ويعظم قدرها عادة، فلما خص الله تعالى نبينا محمدًا صلى الله عليه وسلم بعلوم الأولين والآخرين من غير كتابة ولا مدارسة، كان ذلك خارقًا للعادة في حقه، ومن أوصافه الخاصة به الدالة على صدقه، التي نعت بها في الكتب القديمة، وعرف بها في الأمم السابقة؛ كما قال الله تعالى: {الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوبًا عندهم}، وهذا الميثاق الذي أقسم به علي رضي الله عنه هو أنه لا يحب عليًّا إلا مؤمن، ولا يبغضه إلا منافق. فتجب محبته وتوقيره دون غلو، ويحرم بغضه أو الإساءة إليه رضي الله عنه.

معاني الكلمات

فلق شقّ وقسم.

برأ خلق.

النسمة النفس والروح.

لعهد ميثاق.

الأمي الذي لا يقرأ ولا يكتب.

يبغضني يكرهني.

فوائد الحديث

من صفات المؤمنين حب علي ومن صفات المنافقين بغض علي.

في وصف الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم بالأُميّة تشريفٌ وتصديق له.

التصنيفات

فضل آل البيت

المراجع

صحيح مسلم (1/ 86) (78)، النهاية في غريب الحديث والأثر (717) (69) (913)، المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (1/ 266).