إعدادات العرض
ما نهيتكم عنه فاجتنبوه، وما أمرتكم به فافعلوا منه ما استطعتم
ما نهيتكم عنه فاجتنبوه، وما أمرتكم به فافعلوا منه ما استطعتم
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ صَخْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْت رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يَقُولُ: «مَا نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ فَاجْتَنِبُوهُ، وَمَا أَمَرْتُكُمْ بِهِ فَافْعَلُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ، فَإِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ كَثْرَةُ مَسَائِلِهِمْ، وَاخْتِلَافُهُمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ».
الشرح
بين لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه إذا نهانا عن شيء وجب علينا اجتنابه بدون استثناء، وإذا أمرنا بشيء فعلينا أن نفعل منه ما نطيق. ثم حذرنا حتى لا نكون كبعض الأمم السابقة حينما أكثروا من الأسئلة على أنبيائهم مع مخالفتهم لهم فعاقبهم الله بأنواع من الهلاك والدمار، فينبغي أن لا نكون مثلهم حتى لا نهلك كما هلكوا.فوائد الحديث
الحديث قاعدة في بيان الواجب في إتيان المأمور واجتناب المحظور.
النهي لم يرخص في ارتكاب شيء منه، والأمر قيد بالاستطاعة؛ لأن الترك مقدور والفعل يحتاج إلى قدرة على إيجاد الفعل المأمور به.
النهي عن كثرة السؤال، قد قسم العلماء السؤال إلى قسمين: أحدهما: ما كان على وجه التعليم لما يحتاج إليه من أمر الدين، فهذا مأمور به ومن هذا النوع أسئلة الصحابة. والثاني: ما كان على وجه التعنت والتكلف وهذا هو المنهي عنه.
تحذير هذه الأمة من مخالفة نبيها، كما وقع في الأمم التي قبلها.
المنهي عنه يشمل القليل والكثير؛ لأنه لا يتأتّى اجتنابه إلا باجتناب قليله وكثيره، فمثلًا: نهانا عن الرِّبا فيشمل قليله وكثيره.
ترك الأسباب المفضية إلى المحرم؛ لأن ذلك من معنى الاجتناب.
لا ينبغي للإنسان إذا سمع أمر الرسول صلى الله عليه وسلم أن يقول: هل هو واجب أم مستحبّ، بل عليه بالمبادرة إلى الفعل؛ لقوله: «فَأْتُوا مِنْهُ مَا استَطَعْتُمْ».
كثرة المسائل سبب للهلاك ولا سيّما في الأمور التي لا يمكن الوصول إليها مثل المسائل الغيبية، وكيفية أحوال يوم القيامة، لا تكثر السؤال فيها فتهلك، وتكون متنطّعًا متعمّقًا.
المراجع
صحيح البخاري (9/ 94) (7288).صحيح مسلم (2/ 975) (1337).
بهجة الناظرين شرح رياض الصالحين، لسليم الهلالي (1/ 236).
نزهة المتقين شرح رياض الصالحين، لمجموعة من الباحثين (1/ 181).
شرح رياض الصالحين، لابن عثيمين (2/ 268).
