لما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسا وعشرين سنة، تزوج خديجة.
وَهِيَ خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيِّ بْنِ كِلَابِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ كَعْبِ بْنِ لُؤَيِّ بْنِ غَالِبِ بْنِ فِهْرٍ.
بعد أن رجع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وميسرة، حدثها ميسرة عن قول الراهب، وعما كان يرى من إظلال الملكين إياه.
وكانت خديجة امرأة حازمة شريفة لبيبة، مع ما أراد الله بها من كرامته، فلما أخبرها ميسرة بما أخبرها به بعثت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت له- فيما يزعمون- يا بن عم. إني قد رغبت فيك لقرابتك، وسطتك في قومك وأمانتك وحسن خلقك، وصدق حديثك، ثم عرضت عليه نفسها. وكانت خديجة يومئذ أوسط نساء قريش نسبا، وأعظمهن شرفا، وأكثرهن مالا، كل قومها كان حريصا على ذلك منها لو يقدر عليه.
فلما قالت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر ذلك لأعمامه فخرج معه عمه حمزة بن عبد المطلب، رحمه الله، حتى دخل على خويلد بن أسد، فخطبها إليه، فتزوجها.
وأصدقها رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرين بكرة، وكانت أول امرأة تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يتزوج عليها غيرها حتى ماتت، رضي الله عنها.
فولدت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ولده كلهم إلا إبراهيم، القاسم وبه كان يكنى صلى الله عليه وسلم، وعبد الله كان يلقب بالطاهر والطيب، وزينب، ورقية، وأم كلثوم، وفاطمة، عليهم السلام.
فأما القاسم وعبد الله فهلكوا في الجاهلية، وأما بناته فكلهن أدركن الإسلام، فأسلمن وهاجرن معه صلى الله عليه وسلم.
وكان أكبر ولده عليه الصلاة والسلام القاسم، ثم زينب، ثم عبد الله، ثم أم كلثوم، ثم فاطمة، ثم رقية.
وكان أول من مات من ولده القاسم، ثم عبد الله. [السيرة النبوية لابن هشام 1/189 – 191].
وأما إبراهيم فأمه مارية (القبطية). حدثنا عبد الله بن وهب عن ابن لهيعة، قال: أم إبراهيم: مارية سرية النبي صلى الله عليه وسلم التي أهداها إليه المقوقس من حفن من كورة أنضاء -مدينة بالصعيد-.