×

نزول الرسول ﷺ بقباء

نزول الرسول ﷺ بقباء

الفترة المدنية
السنة الأولى من الهجرة
نزول الرسول ﷺ بقباء
622 - 623 ميلادي

قال ابن إسحاق: فحدثني محمد بن جعفر بن الزبير، عن عروة بن الزبير، عن عبد الرحمن بن عويمر بن ساعدة، قال: حدثني رجال من قومي من أصحاب رسول الله ﷺ، قالوا: لما سمعنا بمخرج رسول الله ﷺ من مكة، وتوكفنا قدومه، كنا نخرج إذا صلينا الصبح، إلى ظاهر حرتنا ننتظر رسول الله ﷺ، فو الله ما نبرح حتى تغلبنا الشمس على الظلال فإذا لم نجد ظلا دخلنا، وذلك في أيام حارة. حتى إذا كان اليوم الذي قدم فيه رسول الله ﷺ، جلسنا كما كنا نجلس، حتى إذا لم يبق ظل دخلنا بيوتنا، وقدم رسول الله ﷺ حين دخلنا البيوت، فكان أول من رآه رجل من اليهود، وقد رأى ما كنا نصنع، وأنا ننتظر قدوم رسول الله ﷺ علينا، فصرخ بأعلى صوته: يا بني قيلة، هذا جدكم قد جاء. قال:

فخرجنا إلى رسول الله ﷺ، وهو في ظل نخلة، ومعه أبو بكر رضي الله عنه في مثل سنه، وأكثرنا لم يكن رأى رسول الله ﷺ قبل ذلك، وركبه الناس وما يعرفونه من أبي بكر، حتى زال الظل عن رسول الله ﷺ، فقام أبو بكر فأظله بردائه، فعرفناه عند ذلك.

قال ابن إسحاق: فنزل رسول الله ﷺ- فيما يذكرون- على كلثوم بن هدم، أخي بني عمرو بن عوف، ثم أحد بني عبيد: ويقال: بل نزل على سعد بن خيثمة. ويقول من يذكر أنه نزل على كلثوم بن هدم: إنما كان رسول الله ﷺ إذا خرج من منزل كلثوم بن هدم جلس للناس في بيت سعد بن خيثمة. وذلك أنه كان عزبا لا أهل له، وكان منزل الأعزاب من أصحاب رسول الله ﷺ من المهاجرين، فمن هنالك يقال: نزل على سعد بن خيثمة، وكان يقال لبيت سعد بن خيثمة: بيت الأعزاب. فالله أعلم أي ذلك كان، كلا قد سمعنا.

ونزل أبو بكر الصديق رضي الله عنه على خبيب بن إساف، أحد بني الحارث الخزرج بالسنح. ويقول قائل: كان منزله على خارجة بن زيد بن أبي زهير، أخي بني الحارث بن الخزرج.
وأقام علي بن أبي طالب عليه السلام بمكة ثلاث ليال وأيامها، حتى أدى عن رسول الله ﷺ الودائع التي كانت عنده للناس، حتى إذا فرغ منها، لحق برسول الله ﷺ، فنزل معه على كلثوم بن هدم. [السيرة النبوية لابن هشام 1/492 – 493]

الدروس المستفادة

    • تواضع الرسول ﷺ، إذ لم يعرفوه أول ما دخل وظنوا أن أبا بكر هو الرسول، فأقبل الصديق رضي الله عنه فظلل على النبي ﷺ بردائه، فعرف الناس النبي ﷺ عند ذلك.
    • العزة بالله ثم بعشرة المرء وقرابته، إذ لا خير فيمن لا خير لأهله فيه، ولذا مكث الرسول في قباء، ودخل في عزوة أخواله.