القائمة الرئيسية

الهجرة الثانية إلى الحبشة

الهجرة الثانية إلى الحبشة

الفترة المكية
السنة السادسة من البعثة
الهجرة الثانية إلى الحبشة
616 - 617 ميلادي

لما قدم أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم – مكة من الهجرة الأولى اشتد عليهم قومهم وسطت بهم عشائرهم ولقوا منهم أذى شديدا. فأذن لهم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في الخروج إلى أرض الحبشة مرة ثانية.

فكانت خرجتهم الآخرة أعظمها مشقة ولقوا من قريش تعنيفا شديدا ونالوهم بالأذى.

واشتد عليهم ما بلغهم عن النجاشي من حسن جواره لهم. فقال عثمان بن عفان: يا رسول الله فهجرتنا الأولى وهذه الآخرة إلى النجاشي ولست معنا؟ [فقال رسول الله أنتم مهاجرون إلى الله وإليّ. لكم هاتان الهجرتان جميعا] . قال عثمان: فحسبنا يا رسول الله. [الطبقات الكبرى لابن سعد 1/161 – 162].

الدروس المستفادة

  • في الأمر بالهجرة إلى الحبشة ما يدل على أن رابطة الدين بين المتدنيين -ولو اختلفت دياناتهم -هي أوثق وأقوى من أي رابطة أخرى من غير أهل الكتاب،
  • [الأنبياءُ إخوةٌ لعَلَّاتٍ؛ أمَّهاتُهُم شتَّى ودينُهُم واحدٌ، وإنِّي أولى النَّاسِ بعيسى ابنِ مريمَ؛ لأنَّهُ لم يَكُن بيني وبينَهُ نبيٌّ .........}
  • صاحب الدعوة الصحيحة والحق الواضح لا يستسلم أمام الباطل مهما كانت وسائل الاضطهاد، ويُنوع وسائل دعوته، حسب أساليب أهل الباطل التي لا تنتهي، فهم كلما أخفقت لهم وسيلة من وسائلهم ليقضوا على الحق وأهله، ابتكروا وسائل أخرى، وهكذا حتى ينتصر الحق انتصاره النهائي ويلفظ الباطل أنفاسه الأخيرة ويزهق
    وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ ۚ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا}
    [الإسراء :81]
    الابتعاد عن مواطن الفتن إذا لم يستطيع المسلم مواجهتها فإن أرض الله واسعة يجد فيها المؤمن السعة والفرج، فلا حجة لمن افتتن ظل يتعايش مع الفتن بحجة أنه يجاهد إنما أرض الله واسعة
{إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنتُمْ ۖ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ ۚ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا ۚ فَأُولَٰئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ ۖ وَسَاءَتْ مَصِيرًا}
[النساء 97]