لما قدم أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم – مكة من الهجرة الأولى اشتد عليهم قومهم وسطت بهم عشائرهم ولقوا منهم أذى شديدا. فأذن لهم رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في الخروج إلى أرض الحبشة مرة ثانية.
فكانت خرجتهم الآخرة أعظمها مشقة ولقوا من قريش تعنيفا شديدا ونالوهم بالأذى.
واشتد عليهم ما بلغهم عن النجاشي من حسن جواره لهم. فقال عثمان بن عفان: يا رسول الله فهجرتنا الأولى وهذه الآخرة إلى النجاشي ولست معنا؟ [فقال رسول الله أنتم مهاجرون إلى الله وإليّ. لكم هاتان الهجرتان جميعا] . قال عثمان: فحسبنا يا رسول الله. [الطبقات الكبرى لابن سعد 1/161 – 162].