×

بعث خالد إلى أكيدر دومة

بعث خالد إلى أكيدر دومة

الفترة المدنية
السنة التاسعة من الهجرة
بعث خالد إلى أكيدر دومة
630 - 631 ميلادي

ثم إن رسول الله ﷺ دعا خالد بن الوليد، فبعثه إلى أكيدر دومة، وهو أكيدر بن عبد الملك، رجل من كندة كان ملكا عليها، وكان نصرانيا، فقال رسول الله ﷺ لخالد: إنك ستجده يصيد البقر. فخرج خالد، حتى إذا كان من حصنه بمنظر العين، وفي ليلة مقمرة صائفة، وهو على سطح له، ومعه امرأته، فباتت البقر تحك بقرونها باب القصر، فقالت له امرأته: هل رأيت مثل هذا قط؟ قال: لا والله! قالت: فمن يترك هذه؟ قال:

لا أحد. فنزل فأمر بفرسه، فأسرج له، وركب معه نفر من أهل بيته، فيهم أخ يقال له حسان. فركب، وخرجوا معه بمطاردهم. فلما خرجوا تلقتهم خيل رسول الله ﷺ، فأخذته، وقتلوا أخاه، وقد كان عليه قباء من ديباج مخوص بالذهب، فاستلبه خالد، فبعث به إلى رسول الله ﷺ قبل قدومه به عليه.
قال ابن إسحاق: فحدثني عاصم بن عمرو بن قتادة، عن أنس بن مالك، قال: رأيت قباء أكيدر حين قدم به على رسول الله ﷺ، فجعل المسلمون يلمسونه بأيديهم، ويتعجبون منه، فقال رسول الله ﷺ: أتعجبون من هذا؟ فو الذي نفسي بيده لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن من هذا. قال ابن إسحاق: ثم إن خالدا قدم بأكيدر على رسول الله ﷺ، فحقن له دمه، وصالحه على الجزية، ثم خلى سبيله، فرجع إلى قريته، فقال رجل من طيئ: يقال له بجير بن بجرة، يذكر قول رسول الله ﷺ لخالد: إنك ستجده يصيد البقر، وما صنعت البقر تلك الليلة حتى استخرجته، لتصديق قول رسول الله ﷺ [السيرة النبوية لابن هشام 2/526]

الدروس المستفادة

    • المكر السيء يحيق بأهله، وقد رضخ ملك دومة للمسلمين بعد طول تحريض وعداء.
    • عبقرية محمد النبي والقائد العسكري، وقد تمكن من اقتناص أكبر الفرص من وجوده إلى حدود الشام وأرسل السرايا لهدم الأصنام وإخضاع القبائل المشركة لدين الله.
    • ومن مظاهر عبقرية محمد العسكرية اختياره لقادة السرايا، وكان ابن الوليد أحد الأفذاذ في ميدان القتال والمظفرين فاستحق لقب سيف الله، رضي الله عنه.
    • لا أمان لمن لا دين له؛ وقد عاد ملك دومة للغدر بعد وفاة رسول الله.
    • اليقظة وطلب الجهاد المتواصل واليقين بنصر الله من أسباب انتشار دين الإسلام.