القائمة الرئيسية

بيعة العقبة الأولى

بيعة العقبة الأولى

الفترة المكية
السنة الثانية عشر من البعثة
بيعة العقبة الأولى
621 - 622 ميلادي

حتى إذا كان العام المقبل وافى الموسم من الأنصار اثنا عشر رجلا، فلقوه بالعقبة. وهي العقبة الأولى، فبايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم على بيعة النساء، وذلك قبل أن تفترض عليهم الحرب.

عن عبادة بن الصامت حدثه أنه قال: بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة الأولى على أن لا نشرك بالله شيئا، ولا نسرق، ولا نزني، ولا نقتل أولادنا، ولا نأتي ببهتان نفتريه من بين أيدينا وأرجلنا، ولا نعصيه في معروف، فإن وفيتم فلكم الجنة، وإن غشيتم من ذلك (شيئا) فأخذتم بحده في الدنيا، فهو كفارة له، وإن سترتم عليه إلى يوم القيامة فأمركم إلى الله عز وجل، إن شاء عذب، وإن شاء غفر.

فلما انصرف عنه القوم، بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم معهم مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار بن قصي، وأمره أن يقرئهم القرآن، ويعلمهم الإسلام، ويفقههم في الدين، فكان يسمى المقرئ بالمدينة: مصعب. وكان منزله على أسعد بن زرارة بن عدس، أبي أمامة.

قال ابن إسحاق: فحدثني عاصم بن عمر بن قتادة: أنه كان يصلي بهم، وذلك أن الأوس والخزرج كره بعضهم أن يؤمه بعض.

رجال العقبة الأولى:

أبو أمامة أسعد بن زرارة المتقدم ذكره، وعوف بن الحارث، وأخوه معاذ وهما ابنا عفراء، ورافع بن مالك، وذكوان بن عبد قيس بن خلدة بن مخلد بن عامر ابن زريق الزرقي.

قال ابن هشام: وهو أنصاري مهاجري.

وعبادة بن الصامت بن قيس ابن أصرم بن فهر بن ثعلبة بن غنم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج، وحليفهم أبو عبد الرحمن يزيد بن ثعلبة بن خزمة بن أصرم البلوي، والعباس بن عبادة بن نضلة بن مالك بن العجلان بن يزيد بن غنم بن سالم بن عوف بن عمرو بن عوف بن الخزرج العجلاني، وعقبة بن عامر بن نابى، وقطبة بن عامر بن حديدة.

فهؤلاء عشرة من الخزرج.
ومن الأوس اثنان وهما: عويم بن ساعدة، وأبو الهيثم مالك بن التيهان. [السيرة النبوية لابن هشام 1/ 431-  438، والسيرة النبوية لابن كثير 2/178 – 179].

الدروس المستفادة

    • من المناسب أن يسبق القتال تعريف بالإسلام، ودعوة إليه وإقامة لحججه وحل للمشكلات التي قد تقف في سبيل فهمه، ولا ريب أن هذه كانت المراحل الأولى في الجهاد؛ ولذا كان القيام بتحقيقها فرض كفاية يشترك المسلمون في المسئولية عنها، ولذلك كان من الشروط الخمسة للجهاد: «دار منعة"
    • قضى الله رحمة بعباده أن لا يحملهم واجب القتال إلى أن توجد لهم دار إسلام تكون لهم بمثابة معقل يأوون إليه ويلوذون به، ولقد كانت المدينة المنورة أول دار في الإسلام.
    • الإيمان بالله، والحب فيه، والأخوة في دينه، والتناصر باسمه، ذلك كان يتدافع في النفوس المجتمعة في ظلام الليل بجوار مكة السادرة في غيها يتدافع ليعلن أن أنصار الله سوف يحمون رسوله كما يحمون أعراضهم، وسوف يمنعونه بأرواحهم فلا بخلص إليه أذى وهو أحياء.