القائمة الرئيسية

حرب الفجار

حرب الفجار

قبل البعثة
السنة الثانية عشر من مولده
حرب الفجار
586 ميلادي

لما بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع عشرة سنة أو خمس عشرة سنة، هاجت حرب الفجار بين قريش، ومن معهم من كنانة، وبين قيس عيلان، وشهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعض أيامهم، أخرجه أعمامه معهم.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كُنْتُ أَنْبُلُ عَلَى أَعْمَامِي: أَيْ أَرُدُّ عَلَيْهِمْ نَبْلَ عَدُوِّهِمْ إذَا رَمَوْهُمْ بِهَا.

وإنما سمي يوم الفجار، بما استحل فيه هذان الحيان – كنانة وقيس عيلان – من المحارم بينهم.

وكان قائد قريش وكنانة حرب بن أمية بن عبد شمس.

وكان الذي هاجها أن عروة الرحال بن عتبة بن جعفر بن كلاب بن ربيعة ابن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن، أجار لطيمة -جِمال تحمل التجارة- للنعمان ابن المنذر، فقال له البراض بن قيس، أحد بني ضمرة بن بكر بن عبد مناة ابن كنانة: أتجيرها على كنانة؟ قال: نعم، وعلى الخلق كله. فخرج فيها عروة الرحال وخرج البراض يطلب غفلته، حتى إذا كان بتيمن ذي طلال -اسم وادٍ- بالعالية، غفل عروة، فوثب عليه البراض فقتله في الشهر الحرام، فلذلك سمي الفجار.

فأتى آت قريشا، فقال: إن البراض قد قتل عروة، وهم في الشهر الحرام بعكاظ، فارتحلوا وهوازن لا تشعر بهم، ثم بلغهم الخبر فأتبعوهم، فأدركوهم قبل أن يدخلوا الحرم، فاقتتلوا حتى جاء الليل، ودخلوا الحرم، فأمسكت عنهم هوازن، ثم التقوا بعد هذا اليوم أياما، والقوم متساندون -أي ليس لهم أمير واحد يجمعهم- على كل قبيل من قريش وكنانة رئيس منهم، وعلى كل قبيل من قيس رئيس منهم.

وكان الظفر في أول النهار لقيس على كنانة، حتى إذا كان في وسط النهار كان الظفر لكنانة على قيس. [السيرة النبوية لابن هشام 1/184 – 187].

الدروس المستفادة

    • مشاركة الرسول قومه في أحوالهم ومشاكلهم، أكسبه جرأة وشجاعة وإقداما أكثر مما كان عنده، وتمرن كذلك خلالها على القتال منذ ريعان شبابه.
    • ترتيب الله لرسوله من أحوال الحياة ما يساعده على تشكيل شخصيته، فكل ما يجري فإنما يجري بقدر الله صغيرا كان أم كبيرا، فرزق الله لعبده أحداثا معينة، وأحوالا معينة، كل هذا ليكون هو رسول الله، فانظر ماذا حولك ممن حولك، وشكل نفسك على مراد الله.
    • تعلم الإقبال على الحياة وتعود التعايش بما يملك من مقومات الحياة، دون الطمع في جاه أو منصب، إنما المهم تهذيب اخلاقك، وتطوير أفكارك.
    • ليس شرف النفس أن تنتفي شهوة الإنسان من الحياة، أو توجد الشهوة وتنتفي وسائل بلوغها، بل الشرف أن تكون قو العفاف أعظم وأكبر من نوازع الهوى.
    • الرجال الكبار لا تشبعهم كنوز الذهب والفضة إذا ظمئوا إلى الحق، ولا يريحهم أن يكونوا ملوك قومهم أو ملوك الحياة، إذا رأوا المساخر الشائنة تسير بالحياة كلها إلى منحدر تسقط فيه أقدار الناس، وتتعرى فيه الدنيا جمعاء من كل خير وبر.
    • كن دائما مع الحق، وعاد الباطل طول الخط، واستبشر بنصة الحق وغلبة الباطل، لتكن متفائلا سليم النفس.