أخفى رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره واستتر به إلى أن أمره الله تعالى بإظهار دينه ثلاث سنين من مبعثه.

وكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلوا ذهبوا في الشعاب واستخفوا بصلاتهم من قومهم.

فبينا سعد بن أبي وقاص في نفر يصلون بشعاب مكة إذ ظهر عليهم بعض المشركين فناكروهم وعابوا عليهم ما يصنعون حتى قاتلوهم.

فضرب سعد رجلا من المشركين بلحي جمل فشجه، فكان أول دم هريق في الإسلام.

أول من أظهر الإسلام سبعة: رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر، وعمار، وأمه سمية، وصهيب، وبلال، والمقداد.

فأما رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنعه الله بعمه، وأما أبو بكر فمنعه الله بقومه، وأما سائرهم فأخذهم المشركون فألبسوهم أدرع الحديد وصهروهم في الشمس، فما منهم من أحد إلا وقد واتاهم على ما أرادوا، إلا بلالا فإنه هانت عليه نفسه في الله، وهان على قومه، فأخذوه فأعطوه الولدان فجعلوا يطوفون به في شعاب مكة وهو يقول: أحد أحد. [السيرة النبوية لابن كثير 1/454].

• كل أمر ذي بال يحتاج إلى بداية سرية، ليطلع الداعية على ردود أفعال المدعوين فيبدأ في التعود عليها ويبحث عن طرق لحلها حتى إذا جهر بها ودعا عالجها بيسر وسهولة.
• دعوات الإصلاح إذا كانت غريبة على معتقدات الناس وعقلياتهم، فينبغي ألا يُجهر بها حتى يؤمن بها عدد يضحون في سبيلها بالغالي والرخيص، ليحملوها إذا وقع أحدهم.
• من عاش لنفسه فقط قد يعيش مستريحا، لكنه يعيش صغيرا، ويموت صغيرا، فالذي يعيش بلا أهداف مهما خطط لنجاحه يخطط لكن للفشل.
• شرائح المجتمع المختلفة وطوائفه المتنوعة من رجال ونساء وأطفال، لكل منهم دور منتظر في بناء الجسد الإيماني لهذه الأمة، فإقامة الدولة وانتشار الحضارة يحتاج إلى بذل طوائف المجتمع المسلم جميعها، كل بحسبه وفي موطنه ومجاله.
• طريق الدعوات والرسالات هو طريق الجهاد والمعاناة والابتلاء والعقبات ليحقق الله من خلاله الأجر الجزيل والمثوبة العظمى لسالكي تلك الطريق، فيجهد البشر بتحقق النصر لهذا الدين، إيمانا به وتربية عليه.
• لابد من الاجتماع مع إخواني في المنهج بصفة دورية ومستمرة، والجلوس مع كبير ومعلم نتعلم منه كيف مواجه مشاكل حياتنا، ونتربى على يديه.
• ضرورة تجمع أهل الإيمان مع شيخهم على فترات في كل يوم أو أسبوع أو فترة ليست بالبعيدة، ليزدادوا ثباتا وإيمانا بدعوتهم، وليتعلموا طرق الدعوة وأساليبها وآدابها، وكيفية مواجهة المشاكل الطارئة عليهم من خلال الكتاب والسنة.
• ضرورة وجود بيئة إيمانية يأمن فيها المتربي في عبادته، فيعبد الله فيها بكل اطمئنان يحصّل بها طاقة إيجابية يجابه بها الفتن والأعداء سواء شياطين الجن أو الإنس.