×

قدوم بني حنيفة

قدوم بني حنيفة

الفترة المدنية
السنة التاسعة من الهجرة
قدوم بني حنيفة
630 - 631 ميلادي

قدم على رسول الله ﷺ وفد بني حنيفة، فيهم مسيلمة بن حبيب الحنفي الكذاب.

قال ابن هشام: مسيلمة بن ثمامة، ويكنى أبا ثمامة.

(ما كان من الرسول لمسيلمة) :

قال ابن إسحاق: فكان منزلهم في دار بنت الحارث امرأة من الأنصار، ثم من بني النجار، فحدثني بعض علمائنا من أهل المدينة: أن بني حنيفة أتت به رسول الله ﷺ تستره بالثياب، ورسول الله ﷺ جالس في أصحابه. معه عسيب من سعف النخل، في رأسه خوصات، فلما انتهى إلى رسول الله ﷺ، وهم يسترونه بالثياب، كلمه وسأله، فقال له رسول الله ﷺ: لو سألتني هذا العسيب ما أعطيتكه. قال ابن إسحاق: وقد حدثني شيخ من بني حنيفة من أهل اليمامة أن حديثه كان على غير هذا. زعم أن وفد بني حنيفة أتوا رسول الله ﷺ، وخلفوا مسيلمة في رحالهم، فلما أسلموا ذكروا مكانه، فقالوا: يا رسول الله، إنا قد خلفنا صاحبا لنا في رحالنا وفي ركابنا يحفظها لنا، قال: فأمر له رسول الله ﷺ بمثل ما أمر به للقوم، وقال: أما إنه ليس بشركم مكانا، أي لحفظه ضيعة أصحابه، وذلك الذي يريد رسول الله ﷺ

(ارتداده وتنبؤه) :
قال: ثم انصرفوا عن رسول الله ﷺ: وجاءوه بما أعطاه، فلما انتهوا إلى اليمامة ارتد عدو الله وتنبأ وتكذب لهم، وقال: إني قد أشركت في الأمر معه. وقال لوفده الذين كانوا معه: ألم يقل لكم حين ذكرتموني له: أما إنه ليس بشركم مكانا، ما ذاك إلا لما كان يعلم أني قد أشركت في الأمر معه، ثم جعل يسجع لهم الأساجيع، ويقول لهم فيما يقول مضاهاة للقرآن: «لقد أنعم الله على الحبلى، أخرج منها نسمة تسعى، من بين صفاق وحشى» . وأحل لهم الخمر والزنا، ووضع عنهم الصلاة، وهو مع ذلك يشهد لرسول الله ﷺ بأنه نبي، فأصفقت معه حنيفة على ذلك، فالله أعلم أي ذلك كان. [السيرة النبوية لابن هشام 2/576 – 577].

الدروس المستفادة

  • أن نبينا -صلى الله عليه وسلم- خاتم النبيين والمرسلين، وأن من ادعى النبوة بعده فهو كاذب كافر مكذب بما أجمعت عليه الأمة، وهي أيضا سنة الله تعالى في عباده، فإنه ما ظهر متنبئ قط إلا فضح وكشف أمره للناس، وهذا كما أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الكذابين الذين يظهرون بعده فقال:
 
"وَإِنَّهُ سَيَكُونُ فِي أُمَّتِي كَذَّابُونَ ثَلَاثُونَ كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ وَأَنَا خَاتَمُ النَّبِيِّينَ لَا نَبِيَّ بَعْدِي".
    • عزة الإسلام وأهله وأنه لا يقبل أنصاف الحلول ولا الالتقاء على موائد المفاوضات للتنازل عن الثوابت والمعتقدات، ألا ترى إلى قول النبي -صلى الله عليه وسلم- لمسيلمة: "لو سألتني هذا العسيب ما أعطيتكه"!! لم يعط الرسول -صلى الله عليه وسلم- مسيلمة حتى عوداً !! رغم ما كان يتمتع به مسيلمة من قوة ونفوذ في منطقة شاسعة في الجزيرة العربية، ومع هذا لم يخف منه النبي -صلى الله عليه وسلم-
    • التربية الإيمانية تصنع أناساً من جبال، يكون همُّ أحدهم إرضاء الله تعالى.. أما من سعى إلى إرضاء البشر وإغضاب الله تعالى فإن الله يكتب عليه الذلة والصغار ومزيد من الاستسلام والتنازل.. والله المستعان.
    • ربط الكافر في المسجد، والمن على الأسير الكافر.
    • تعظيم أمر العفو عن المسيء؛ فثمامة أقسم أن بغضه انقلب حباً في ساعة واحدة لما أسداه النبي صلى الله عليه وسلم إليه من العفو والمن بغير مقابل.
    • الاغتسال عند الإسلام، وأن الإحسان يزيل البغض ويثبت الحب.