القائمة الرئيسية

سرية أبي سلمة بن عبد الأسد إلى قطن

سرية أبي سلمة بن عبد الأسد إلى قطن

الفترة المدنية
السنة الرابعة من الهجرة
سرية أبي سلمة بن عبد الأسد إلى قطن
625 - 626 ميلادي

سنة أربع من الهجرة النبوية في المحرم منها كانت سرية أبي سلمة بن عبد الأسد إلى طليحة الأسدي، فانتهى إلى ما يقال له قطن.

قال الواقدي: حدثنا عمر بن عثمان بن عبد الرحمن بن سعيد اليربوعي، عن سلمة ابن عبد الله بن عمر بن أبي سلمة وغيره، قالوا: شهد أبو سلمة أحدا فجرح جرحا على عضده، فأقام شهرا يداوى، فلما كان المحرم على رأس خمسة وثلاثين شهرا من الهجرة، دعاه رسول الله ﷺ فقال: اخرج في هذه السرية فقد استعملتك عليها.

وعقد له لواء وقال: سر حتى تأتي أرض بني أسد فأغر عليهم، وأوصاه بتقوى الله

وبمن معه من المسلمين خيرا.

وخرج معه في تلك السرية خمسون ومائة.

فانتهى إلى أدنى قطن، وهو ماء لبني أسد، وكان هناك طليحة الأسدي وأخوه سلمة ابنا خويلد، وقد جمعا حلفاء من بني أسد ليقصدوا حرب النبي ﷺ، فجاء رجل منهم إلى النبي ﷺ فأخبره بما تمالاوا عليه فبعث معه أبا سلمة في سريته هذه.

فلما انتهوا إلى أرضهم تفرقوا وتركوا نعما كثيرا لهم من الإبل والغنم، فأخذ ذلك كله أبو سلمة وأسر منهم معه ثلاثة مماليك، وأقبل راجعا إلى المدينة، فأعطى ذلك الرجل الاسدي الذى دلهم نصيبا وافرا من المغنم، وأخرج صفي النبي ﷺ، عبدا وخمس الغنيمة، وقسمها بين أصحابه.

ثم قدم المدينة.

قال عمر بن عثمان: فحدثني عبد الملك بن عبيد، عن عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع، عن عمر بن أبي سلمة قال: كان الذي جرح أبي أبو أسامة الجشمي، فمكث شهرا يداويه فبرأ، فلما برأ بعثه رسول الله ﷺ في المحرم، يعني من سنة أربع، إلى قطن، فغاب بضع عشرة ليلة، فلما دخل المدينة انتقض به جرحه فمات لثلاث بقين من جمادى الأولى.

قال عمر: واعتدت أمي حتى خلت أربعة أشهر وعشر، ثم تزوجها رسول الله ﷺ ودخل بها في ليال بقين من شوال، فكانت أمي تقول: ما بأس بالنكاح في شوال والدخول فيه، قد تزوجني رسول الله ﷺ في شوال وبنى فيه.

قال: وماتت أم سلمة في ذي القعدة سنة تسع وخمسين.
رواه البيهقي. [السيرة النبوية لابن كثير 3/121 – 122]

الدروس المستفادة

  • يقظة النبي محمد ﷺ وصحابته التي جعلتهم يترصدون كل تحركات المشركين بعد غزوة أحد.
  • لله من عباده جنود صالحون صادقون يبذلون دمائهم وأرواحهم لإعلاء كلمة الله، وكم سيقت شجرة الإسلام الباسقة من دماء الشهداء، ليعلو الحق على الباطل، وتعلو أرواحهم من الدنيا إلى جنات ونهر، المهم أن تكون على استعداد وفي انتظار أداء دورك في هذه التضحية، قال تعالى
{ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا}